وعادت وسام ..
وسام فتاة غُرر بها وأُستغلت بسبب الضغوطات التي عانت منها ، مع الأسف أنها وجدت أيادي خبيثة تلقفتها من خارج أسوار
الوطن ، لتخرجها من وطنها الأم لوطن غريب لايمت لها بصلة لا دينياً ولاعقائدياً ،
خدعوها فأوهموها بحياة وردية زائفة لم تحلم بها من قبل في وطنها ، ذللوا لها الصعاب في بداية الأمر حتى أخرجوها من
أرض الوطن وحينما تحقق لهم ماأرادوا وتم تنفيذ مُخططهم الدنيء .
تخلوا عن الفتاة لِتُصدم بواقع مرير عكس مارسموه لها في مخيلتها ،
تركوها تهيمُ في شوارعهم تبحث عن كسرة خبز لتسد جوعها فلا تجدها ،
تبحث عن عمل تتكسب منه لقمة العيش فلاتجد ،
تحكي قصتها تقول :
ثلاث سنوات ونصف من الذل والإهانة والتعذيب النفسي والجسدي أحياناً يصل بها الأمر أن تجلس بجانب حاوية القمامة
لتبحث عن فتات خبزه تسدبه جوعها ، وشاهدت بأم عينها قصص تُدمي القلب لفتيات سعوديات غُرر بهن وجدن أقسى أنواع
التعذيب والذل والإهانة والتنكيل ،
يهمن بشوارعهم فاقدات الإدراك بسبب تعاطي المخدرات والأمراض النفسية ومنهن من تعرض للإغتيال والقتل ولم تُكتشف
جثثهن إلا بعد تعفنها ، وسام فتاة إستغلها أعدائنا لكي ينفذوا أجندتهم ومخططاتهم العدوانية لوطننا ولمعتقداتنا الدينية من
تشوية لقيمنا ومعتقداتنا وأنه لا بد من أن تتحرر الفتاة من قيمها وعاداتها لكي تعيش بحرية ولا تُحاسب على تصرفاتها ،
تفعل مايحلوا لها حتى لوكان هذا التصرف ضد الدين والعادات ولو تعدت الخطوط الحمراء
حرية شخصية تمارسها كيف ماتشاء:
فهذه حرية شخصية تمارسها كيف ماتشاء ، هكذا نفثوا سموم أفكارهم الهدامة إلى عقلية هذه الفتاة المسكينة، لتصبح
رهينة أفكارهم فتم لهم ما أرادوا ،
بعد سنيين من العذاب والبؤس قررت هذه الفتاة أن تخرج من أسوار الغربة في وطن لم تجد فيه أحلامها الكاذبه التي خدعوها بها ،مابين مرارة الغربة ومابين التعذيب والتنكيل بها ،إستجمعت قواها
لتعلن عن قرار عودتها لأرض الوطن ،
حيث السلام والأمان الذي إفتقدته منذ أن وطأت قدمها أرض غير أرض وطنها ، الآن هي في وطنها مُعززة مُكرمة بعد أن كانت
ذليلةً ومُهانة ، أستشعرت وسام نعمة الأمن والأمان في وطنها وأن هناك من يكفل حقوقها ويرعاها
بعكس ما كان يُقال لها، ماقامت به هذه الفتاة هو بمثابة جرس إنذار لكل أب وأم ، لابد أن نتعظ ونوعّي أنفسنا بطريقة التعامل
مع بناتنا قبل حدوث الطآمة ، لابد أن نبدأ تغيير سياسة التعامل معهن بالإحتواء ثم الإحتواء الإنصات لهن إعطائهن الثقة التي
تكسر حاجز الخوف حتى لايلجأن إلى الآخرين لحل مشكلاتهن ، إسداء النصح لهن وتوجيههن بالحوار الهاديء الذي
يشعرههن بخوفنا عليهن ، زرع الرقابة الذاتية ،وذلك بتقوية الوازع الديني فيهن ومراقبة الله والخوف منه قبل مراقبتنا ،
الأم لها دور كبير:
حيث أنها هي الأقرب لبناتها لابد أن تكون لهن الصديقة قبل أن تكون الأم ، تشعرهن بالأمان ولاتضع بينها وبينهن حواجز ، أن
تغرس فيهن حب الإنتماء للأسرة من خلال توطيد العلاقة الأسرية فيما بينهم ، وأن الأسرة هي الملاذ الآمن وأن الأمان
الأسري نعمة لايشعر بها إلا من إفتقدها ، وأخيراً التربية بالقدوة لذا علينا أن نكون خير قدوة لأبنائنا ، الدعاء والدعاء للأبناء فهو
الحصن الحصين الذي يجعلهم في معية الله وحفظه …