مغادرة «المعلّمي».. صوت المملكة المُهذّب في «الأمم المتحدة»
متوّجاً بـ ١١ عاماً من دبلوماسية الأدباء..
من عرف الأديب الفريق يحيى المُعلمي ، وقرأ سيرته العطرة ، ومؤلفاته التي قاربت 50 مؤلفاً ، لن يستكثر على السفير
عبدالله المعلمي ، ما حازه من فضل ومكانة طيلة 11 عاماً مندوباً للمملكة بالأمم المتحدة ، إذ طالما تضمنت مداخلاته ،
وتعليقاته ، وكلماته، آيات من الذكر الحكيم ، وأحاديث نبوية، وأبياتاً شعرية ، وأقوال فلاسفة وحكماء ، وقادة ، معبّراً بصوته
المهذّب عن مواقف وتوجهات المملكة نحو السلام ومناصرة القضايا العادلة ، بلغة عربية أصيلة ، تخامرها المُحسنات البلاغية ،
والصور المشتقة من لغة أبيّة الراقية .
وتولى المعلمي العديد من المهمات والمناصب القيادية في القطاعات الدبلوماسية والعامة والخاصة، وشغل منصب سفير
خادم الحرمين الشريفين في مملكة بلجيكا ودوقية لوكسمبروج والاتحاد الأوروبي (2007-2011) .
بدأ المعلمي مسيرته العملية قبل التحاقه بالسلك الدبلوماسي
في مصفاة الرياض للبترول التابعة للمؤسسة العامة للبترول والمعادن (1975-1977) ،
ثم مديراً عاماً لشركة منتجات الألمنيوم المحدودة (1977-1987) ،
ومن ثم رئيساً تنفيذياً (1988-1991) .
وانتقل المعلمي إلى شركة العليان المالية الخاصة، وتولى منصب نائب رئيس مجلس الإدارة (1991-1998) ،
لينتقل بعدها إلى القطاع الحكومي عندما تم تعيينه عضواً في مجلس الشورى (1997-2001) ،
ومن ثم أميناً لمحافظة جدة (2001 -2005) .
وأسس الدبلوماسي السابق شركة دار المعلمي للاستشارات (2005 -2007) ،
بالتزامن مع عمله مستشاراً لمجلس الإدارة لشركة العليان المالية (2005-2008) .
وبدأ منذ 2011 مهماته الدبلوماسية في الأمم المتحدة رئيساً لوفد المملكة الدائم في الأمم المتحدة في نيويورك . وناقش
المعلمي العديد من الأزمات التي شهدتها المنطقة خلال فترة عمله في الأمم المتحدة ، أبرزها الأزمة اليمنية ، التي أكد فيها
مراراً رغبة المملكة في إنهاء الحرب ، مع التأكيد على التزام المملكة بالوفاء بالمساعدات المالية للشعب اليمني المتضرر من
الحرب .
وللسفير المعلمي مواقف بارزة خلال فترة عمله بالأمم المتحدة، إذ أكد رفض المملكة التدخل الخارجي في بعض الدول
العربية مثل ليبيا والعراق ، وضرورة إنهاء معاناة الشعب السوري ، إضافة إلى التأكيد على موقف المملكة الثابت أن القضية
الفلسطينية هي القضية المحورية الأولى لها ، وستظل تدافع عنها وعن حقوق الشعب الفلسطيني ، ولم ينسَ قضية
«الروهينغا» التي تعد من القضايا التي توليها المملكة اهتماماً كبيراً ، وتتابع بقلق بالغ معاناة أقلية «الروهينغا» وغيرهم من
الأقليات في أنحاء ميانمار، وتدين انتهاكات حقوق الإنسان هناك واضطهادهم وتهجيرهم .
ويخلف السفير الدكتور عبدالعزيز بن محمد الواصل ، السفير المعلّمي ، إذ قدّم أوراق اعتماده للأمين العام للأمم المتحدة
أنطونيو غوتيريش ؛ مندوباً دائماً للمملكة لدى الأمم المتحدة في نيويورك ، ونقل تحيات قيادة المملكة للأمين العام للأمم
المتحدة . سبق للدكتور عبدالعزيز الواصل شغل منصب سفير ومندوب المملكة الـدائم لدى منظمة الأمم المتحدة في جنيف
منذ 2016 .