مذكرات ومواقف
لاعباً في فريق المدرسة
الأنشطة هي ملح الحياة ، ومتنفس الإنسان ، يزداد معه التركيز ، ويتحسن به المزاج ، لا أتخيل حياة بدون أنشطة أو ترفيه ، كنت ولازلت متهمًا بالجدية في الحياة رغم أنني أرى عكس ذلك ، ربما هكذا طبعي ، أرى من داخلي شخصاً مرحاً يحب اللعب ، في حين أرى أن الناس من حولي تعاملني بشكل جدي ، وهكذا عاملوني كما رؤوني .
في بدايات الدراسة الابتدائية
كنت حريصا ًعلى أن أكون مشاركاً في أنشطة المدرسة ولعل أهمها كرة القدم ، وأذكر أنني في الصف الثاني ابتدائي فزنا ببطولة داخلية لكن لا أذكر تفاصيلها ، ثم شاركت في بطولات المدرسة ضمن فريق منتخب المدرسة في الصف السادس والثالث متوسط ، ولكن لا توجد هناك إنجازات تذكر ، في داخلي كنت أعتقد أنني لاعب فذ يمكن الاعتماد عليه ، خاصة أن الإنجاز كان قريباً مني حين فلتت الكرة أمامي في المباراة الهامة التي قد نحصل من ذلك الهدف الضائع فرصة التعادل وقد تكون فرصة إنجاز أعتز به .
أدركت ذلك من صغري ، وعرفت أن إمكانياتي الكروية محدودة رغم محاولاتي للرفع من مهاراتي ، عرفت ذلك من خلال عدم حرص كباتن الفرق على أن أكون خيارهم الأول بل قد أكون خياراً ثالثاً أو رابعاً ، لكنني لم أكن إلا لتكملة العدد أو لحراسة المرمى.
اشتهر شط وادي المطلعة كملعب “حواري” بإقامة المباريات نظرًا لمساحته الكبيرة فيما تراه أعيننا ذلك الوقت ، ملعب يجمع البقعة الواحدة وقد تكون هناك فرق تأتي من البقع – حارات – المجاورة ، عادة المباريات تكون من بعد العصر حيث يتجمع اللاعبون ويتم التقسيم ولا تنتهي المباريات إلا بخصومة ، وغالبا ما يقوم أحد المهزومين بأخذ الكرة “ويشوتها “بقوة لتستقر في أسفل الوادي معلنة انتهاء اللعب ، وفي اليوم التالي يكون هناك عدد من اللاعبين يقومون بالبحث عن هذه الكرة المسكينة ويستمر اللعب بشكل ودي وعفوي كأنه لم يحدث شيئاً بالأمس .
من الملاعب المشهورة كان هناك ملعب “الخُزَنَة” يقع في بقعة “الغَمْر ” بجانب بقعة “الردهة”، جهود كبيرة بذلت من أبناء عمومتي وعلى رأسهم ابن العم يحي مفرح العبدلي وقد ساعده في ذلك تشجيع من أخوته الأكبر ِسناً جبر وعبدالله حفظهم الله جميعا ، ليس هذا فقط فقد ساهم أبناء البقعة في إعداد وتجهيز هذا الملعب والذي كان على مرحلتين، هذا الملعب كان في وقته يفي بكل ما نريده حيث يتميز بمساحته المستطيلة التي لم نعتده لطبيعة البيئة الجبلية .
كان هناك ملعب آخر ايضا قبل ملعب “الخزنة ” وهو ملعب فوق مصلي العيد المؤقت في وادي “الغمر “، هذا الملعب كانت لي فيه صولة في حراسة المرمي ، ولا زلت أذكر تلك المباراة وأنا في أول متوسط وكيف أنني تصديت لضربات الجزاء ، مما ساهم ذلك في تسجيل إسمي لاعبًا في فريق المدرسة المتوسطة من خلال توصية و وساطة الأخ محمد ساتر العبدلي وفقه الله .
ملعب آخر في سهل آل عبدل وتحديداً في “دالية “، كان ذلك الملعب يضم لاعبين من 4 “بقع” تقريبا وكانت فيه مباريات قوية، لكنني لم أذهب لذلك الملعب سوى مرة واحدة فقط . هناك الكثير من الملاعب المشابهة في فيفاء في ذلك الوقت يمارس فيها أبناء فيفاء اللعب وقضاء أوقاتهم حيث هي متنفسهم الوحيد .
لم آبه كثيراً بممارسة لعبة كرة القدم لأكون لاعباً بارزًا بقدر ما أكون مستمتعاً بممارستها سواء فزت أم خسرت ، لكن ذلك لا يمنع من الغضب أحياناً عند الهزيمة خاصة عندما أكون عاجزاً عن منع الخصم ، أو تفوقه على فريقي مما يجعلني أبرر الهزيمة بالظلم أو القوة المفرطة التي تخرج هدف اللعبة عن مسارها.
عندما كبرت
أدركت أن لعبة كرة القدم ليست لعبة للتسلية فقط بل صارت صناعة واستثمار وشهرة و وجاهة لكنها في نفس الوقت قد تكون بلا فائدة ومضيعه للوقت وقتل للهوايات والمهارات الأخرى ، ومع عصر الاحتراف لم يستفد من ممارسة كرة القدم الا القليل ممن عرف كيف يوظف نجوميته ويستثمر أمواله ، الغريب أن هناك بعض اللاعبين كانت لهم عقود كبيرة رغم أن مهاراتهم عادية جدًا وندبت حظي العاثر وإلا لكان لي حظ في الحصول على عقد احتراف عالٍ رغم مهاراتي القليلة ، لكني أعود وأتساءل هل لو كنت محترفاً أيام المتوسطة والثانوية وما بعدها هل سيكون بمقدوري الآن كتابة هذه السطور ؟
قد نكتشف بعد مرور السنين أننا قمنا باتخاذ القرار الصائب رغم أننا لم نكن نعي ذلك .
مذكرات ومواقف
المقال الثاني :قصة عذاب القبر
مبدع كعادتك ياابا فيصل
مبدع كعادتك يا ابو فيصل ومتميز
ماشاء الله تبارك الله،
صحت يمينك،
الحقيقة ذقت المرارة التي في أول المقال، وكأني كنت مكانك، و من ثم انتقلنا إلى ملاعب المنطقة، وكأني أشاهد مقطع مصور بطائرة (الدرون)،
وفي آخر المقال جلست على كراسي المسرح لأتابع حوار الكاتب مع نفسه.
أحببت أن انقل لك ما أحسست به وانا اقرا مقالك الرائع،
موفق أ. موسى 🌹