مقالات

الاستاذ :يحيى بن علي حسن العمري الفيفي

إعداد الشيخ :عبدالله بن علي قاسم آل طارش الفيفي ـ ابو جمال

الاستاذ :يحيى بن علي حسن العمري الفيفي

 الحياة بكل مراحلها تصقل شخصية الانسان، وتجعله يحسن التعامل مع احوالها وحالاتها، وتعطيه القوة والجرأة والخبرة، فيحسن الاختيار والتصرف، ومعالجة كل ما يعترضه بحكمة وبصيرة، فاذا ما عضدت بالعلم والخبرات، والثقافة والمهارات، زادت نجاحا وتألقا، نستعرض هنا سيرة رجل عرك الحياة وعركته، منذ طفولته ونعومة اظفاره، سواء في بيئته الاولى بكل تنوعاتها، وبساطتها ومعاناتها، ثم في دراسته وتعلمه، متنقلا بين مراحلها، ومعاناة الوصول إلي مدارسها، وفي غربته طالبا في الجامعة، ومن بعد ذلك حياته الوظيفية معلما، في تخصص كان نادرا وقويا حينها، ثم انخراطه في الأنشطة الا منهجية، وأولها عضويته الفاعلة في الكشافة، مبرزة المواهب، وصانعة الرجال، تعلم المهارات، وتعزز الايجابيات، حقل واسع من التربية والقوة والقيادة والابداع، فكلها عوامل تظافرت في سبيل بناء شخصية متمكنة، جعلت منه قياديا ديموقراطيا ناجحا، بكل ما تعنيه هذه الكلمة، فنجد امامنا بعد كل هذه المعطيات، رجل ناجح، متواضع دمث الاخلاق، جميل التعامل، واضح الفكر، قوي الارادة، حاضر البديهة، له حضوره وتأثيره الايجابي، يأسرك بحسن تعامله، وكريم اخلاقه، متفوقا في تخصصه، ناجحا في عمله، مدركا لقدراته وامكانياته، واثقا بنفسه ومعطياته، مستوعبا لحسن التعامل مع محيطه، وتسيير الامور من حوله، فنجح وتفوق، واعطى وخدم، في مجال من اعظم المجالات واجلها، وفقه الله وزاده فضلا وعلما وسدادا.

أنه الاستاذ:

يحيى بن علي حسن محمد آل بحر العمري الفيفي

حفظه الله ووفقه.

والده الفاضل علي بن حسن بن محمد العمري الفيفي حفظه الله، رجل مجتهد مكافح حسن التعامل، عاش يتيما في زمن اتسم بالشدة وصعوبة العيش، وامتهن في بداية حياته البناء بالحجارة، مهنة الفن والهندسة في تلك الازمنة، وبرع فيها على اختلاف مستوياتها، بدءا من بناء المدرجات الزراعية، إلى أعلى مستوياتها، في البيوت المربعة والأسطوانية، ثم حتمت عليه الظروف الارتحال بحثا عن العمل، في القرى والمحافظات المجاورة، إلى أن امتد به الترحال إلى مكة المكرمة، ليعمل ضمن مشروع توسعة الحرم المكي الشريف.

  وكما هو معروف أن طول الاغتراب، وكثرة الاسفار، والتعامل والاختلاط مع كثير من الناس، من اجناس متعددة وبيئات متباينة، كلها عوامل تؤثر في الانسان وفي فكره، وتورثه القوة والبصيرة والحكمة، وتكسبه الصبر والطموح، والمعرفة والخبرة، وبعد النظر، وحسن الاختيار، مما ينعكس ايجابا على كل حياته وتصرفاته، وفي تعامله في كل نواحي الحياة، ومن اهمها تربية وتنشئة ابنائه، فنجده دوما أخذ بالأفضل والامثل في كل اموره، وحرص على تربية ابنائها التربية المثلى، وسعى إلى تعليمهم على اكمل وجه، رغم أنه لم يكن متعلما، ولكن لمشاهداته من خلال اسفاره ومخالطاته، تنورت بصيرته، واخرجته من التقوقع في فكره، ووسعت مداركه، وزادت من حسن ادراكه، وايمانه بضرورة استغلال الامكانيات المتاحة حوله، فأدرك متطلبات عصر ابنائه، المختلف تماما عن العصر الذي عاش فيه، وآمن أن العلم هو السلاح الناجح في هذا العصر لا غيره، فاهتم كثيرا بتعليم أولاده، وفي متابعة تحصيلهم العلمي، وحثهم على التفوق والجد والاجتهاد، ولم يكن همه مجرد التحاقهم بالمدارس، بل كان اهتمامه ينصب على تحصيلهم، وفي الرفع من مستوياتهم، فكم كان يتابع دراستهم، وحسن انتظامهم، ويسأل عنهم ويحرص على تفوقهم، ويأخذ بأيديهم إلى سبل النجاح والترقي، في زمن غلب على معظم مجتمعه عدم الاهتمام بهذا الجانب، بل يكتفي احدهم في أن يلم أبنه باليسير من القراءة والكتابة، مما يمكنه من الالتحاق بالوظيفة لاحقا، في نظرة قاصرة على تحقيق مصلحة آنية عاجلة، ولذلك تجد أن غالب الطلاب حينها يتوقفون في مراحل التعليم الأولى.

   واما هو فكان همه الاكبر ينصب على جوهر العملية التعليمية، وفي بلوغ ابنائه الغاية القصوى منها، والسعي الدؤوب على ترقيهم، وفي تحقيقهم أفضل المستويات، مما انعكس ايجابا عليهم وعلى نبوغهم، وفي نجاحاتهم ومواصلة دراستهم، فكان يتابعهم ويدعمهم في كل مراحلهم، ويوفر لهم كل ما يحتاجون إليه من امور الحياة، فقد شقي ليسعدوا، وتعب ليرتاحوا وينجحوا، وهيء لهم حياة كريمة متكاملة، فلم يجعلهم يحتاجون إلى شيء إلا وسعى إلى توفيره، رغم ضيق ذات اليد، وضعف الحال وقلة المصادر، حفظه الله ووفقه، واقر عينيه بصلتهم وبرهم، وبارك له فيهم، وفي عمره وحياته، وامده بالصحة والقوة والعافية، وجزاه خير الجزاء واوفره.

 واما الوالدة فهي الفاضلة عافية بنت يحيى بن مفرح ال برقان العمري حفظها الله، كانت الكبرى بين أخوانها، وعرفت ببذلها وحبها للخير، وفي تعاونها مع جيرانها، رزقها الله قلبا عطوفا رحيما، بشهادة كل من عرفها، واكتسبت مكانة واحتراما لدى كل الناس من حولها، وحرصت على تربية ابنائها خير تربية، وغرست فيهم روح التفاؤل والطموح، وكانت وما زالت ام قوية صابرة، اغدقت على اولادها كل الحب والحنان، والرعاية والتربية المتوازنة، تشجعهم وتدفعهم، وتتحمل فراقهم وبعدهم عنها في سبيل طلب العلم وبلوغ المعالي، آمنت بهم وبقراراتهم، فكانت لهم العضيد والسند العظيم، وكانت لهم نعم الموجه والمعين، حفظها الله وبارك في عمرها ومتعها بالصحة والعافية.

ولد لهذين الكريمين في (بيتهما الذراع)، الواقع في وسط بقعة ذبوب، في الجنوب الشرقي من جبل العمريين بفيفاء، في عام 1392هـ، واسمياه يحيى، تفاؤلا بهذه الاسم المعبر الكريم، حتى أنه لم سؤل اباه حينها عن سبب تسميته يحيى، اجاب على السائل بقوله (أنه سماه يحيى تفاؤلا بأن يحفظه الله ويرعاه ويحميه، بكل ما تحتويه دلالات هذا الاسم من المعاني)، كان هو بكرهما حيث تلاه عشرة أولاد, ثلاثة ابناء وسبع بنات حفظهم الله ووفقهم، ونشأ في بيئة كانت مزيجا من الحاضرة والبادية، فأهله يعتمدون على الزراعة والرعي في وقت واحد، مع أنهما ضدان نادرا ما يلتقيان، ولكنها طبيعة المكان والزمان في ذلك الوقت، فبيوتهم كانت في اطراف القفر المناسبة للرعي، وملاصقة للمدرجات الزراعية، فتجد اهل البيت ينقسمون صغارا وكبارا في العمل كل بما يناسبه، يتوزعون بين الرعي وفي متابعة الاغنام، وبين العمل في المزرعة بكل متطلباتها، وكل ذلك هيأ لهم التعايش في بيئات مختلفة، والانفتاح على ثقافات متنوعة، وما زال أثرها باقيا في تكوين شخصياتهم، لأن الانسان كما هو معروف ابن بيئته، فالحياة التي يعيشها تصقل شخصيته، وتأثر على كل جوانبها ومراحلها، وكل ما كانت هذه الحياة صعبة ومعقدة، كان تأثيرها ومردودها اقوى وابلغ، وكانت بالفعل معيشتهم تلك غير عادية، رغم تجملها بثوب البساطة, فقد كانت حياة شاقة ومتعبة، ولكن يخففها التمرس والتعود عليها، وكم شقيا والداه وتعبا للتغلب على ظروف هذه الحياة, جزاهما الله كل خير، وكم بذلا وتعبا وضحيا، في سبيل تنشئة وتربية وتعليم وتوجيه ابنائهم، التوجيه الراقي السليم، رغم مصاعب الحياة وقسوتها، وكم اورثته تلك الحياة من الصبر والجلد وقوة التحمل، وصقلته حتى اخرجت لنا شخصية فذة ناجحة، وفقه الله وبارك فيه.

التعليم:

   نظرا لبعد اقرب مدرسة لبيتهم، مدرسة الفرحة الابتدائية، وصعوبة ومشقة الوصول اليها، وما يتخلل ذلك من عقبة كؤود تنقطع فيها الانفاس، في صعود متواصل وشاق عسير، وفي طرق معظمها تمر بقفر لا ساكن فيه، فكانت شاقة وموحشة في الذهاب وفي الاياب، وما قد يكتنفها من الخطورة في المنحدرات ومن الحيات، ولذلك اضطر والده إلى تأخير الحاقه بالمدرسة، إلى أن اكتمل نمو جسمه نسبيا، مما يطمئنهم عليه في ذهابه وغدوه، لذا لم يلحقه بالمدرسة إلا عندما بلغ الثامنة من عمره، وعندها الحقه بهذه المدرسة في بداية العام الدراسي 1401هـ.

   كان السائد في التربية والتعليم في ذلك الوقت وما سبقه، الأخذ بالشدة في التعامل مع الطلاب، مما قد يصل احيانا إلى درجة الافراط من بعض المعلمين، وقد يكون من اسباب ذلك الاسلوب، ظروف الحياة القاسية التي يعيشها الناس، مما تلقي بظلالها واساليبها على كل نواحي الحياة، حتى اصبحت الشدة معتقدا سائدا لدى غالب الناس، فهم يؤمنون انها الاجدى، وأنها شيء ضروري لا بد منه، وبالذات في مجال التربية والتعليم، فيعتقدون أنه لا يعزز التربية ويقويها إلا هذه الاساليب الشديدة، مع ما ثبت علميا ان الأمر في الغالب عكس هذا المفهوم، لما تتركه الشدة من عقد في نفسية الطفل، وتوصله إلى كره هذا المسلك النافع بين يديه، ولذلك كان يلاحظ تسرب كثير من الطلاب وتركهم للدراسة، واما بالنسبة له ولكونه لم يدخل المدرسة إلا كبيرا نسبيا، قد ميز واستوعب كثيرا من المفاهيم، ولديه الرغبة الكبيرة في التعلم، فكان من بداية التحاقه بالمدرسة متميزا في دراسته، مقبلا جادا ومجتهدا مؤدبا، لذلك لم ينله أي شيء من هذه الشدة المطبقة، ولكنه كان يراها تطبق كثيرا فيمن حوله، ويصيبه شيء من الخوف والفزع.

  اتاحت له المدرسة فرص متعددة، عاش خلالها مزيجا رائعا من الثقافات المختلفة، والاطلاع على العديد من الاهتمامات المتنوعة، واخرجته أولا من البيئة المتقوقعة التي كان يعيشها، إلى مجال رحب واسع الثقافات والتعاملات، فكانت المدرسة حينها تحوي تنوعا كبيرا، فمعلميها خليط من الجنسيات المختلفة، من سعوديين ومصريين واردنيين وفلسطينيين وسودانيين، ولما كانت ظروف حياته المعزولة التي عاشها في اطراف القفر، ومردودها على فكره وشخصيته المتفردة، جعله ينظر إلى الحياة بمنظور مختلف عن الجميع، فقد ولّدت فيها تلك الحياة العديد من الايجابيات، ومنها التأمل وعشق التحدي والسعي الجاد إلى التميز، مما أهله أن ينال التفوق من بدايته في هذه المدرسة، حتى انه تم تكريمه على مستوى إدارة تعليم صبيا، كأحد الطلاب المتميزين في عام 1406هـ، وهو حينها طالب في الصف السادس الابتدائي.

  بعد أن نجح من الصف السادس الابتدائي متفوقا، ومستوعبا للطريق امامه، متطلعا إلى مواصلة درب النجاح والتفوق في هذا المجال، ولم تكن توجد حولهم في القريب مرحلة متوسطة، بل كانت اقرب مدرسة من سكنهم، واسهل واحدة للوصول إليها، هي مدرسة نيد آبار المتوسطة، الواقعة في جبل آل الثويع، واختياره لمدرسة نيد آبار حينها، لسهولة الوصول إليها بواسطة السيارات، وتم قبوله طالبا فيها من بداية العام الدراسي 1407هـ، وهنا زادت معارفه وكثرت تجاربه، وتفتحت واتسعت مداركه، حيث وجد فيها الاهتمام الزائد من اعضاء هيئة التدريس المؤهلين تربويا، وكانت المدرسة تحتوي على نسبة عالية من المعلمين السعوديين، بينهم عدد كبير من ابناء فيفاء، أكثر مما كانت عليه مدرسته الاولى، ومعظمهم على قدر عالٍ من التمكن العلمي، والحرص الكبير على تنشئة الطلاب تنشئة علمية وتربوية سليمة، يذكر منهم نماذج مضيئة على سبيل المثال، الأستاذ القدير أحمد بن يحي شريف العبدلي رحمه الله، مدير المدرسة وقائدها آنذاك، وكذلك المعلم الخلوق المتمكن علي بن محمد أحمد الداثري، معلم مادة الرياضيات، ومما يذكره عن هذا الاستاذ وعن مادة تخصصه، التي تعتبر لدى معظم الطلاب من المواد الصعبة، لأنها تحتاج إلى جهد اكثر عن غيرها، ولكن معلم المادة في الغالب يكون له الدور الاكبر في السهولة أو الصعوبة، فكان الاستاذ علي متميزا في مجال تبسيط مادته، فكان يولي هذه المادة الصعبة كثيرا من العناية والاهتمام، حيث يحرص على إتقان الطالب جميع المهارات المهمة فيها، ويسعى إلى الوصول لذلك الفهم والاستيعاب بشتى الوسائل والطرق، التي في مقدمتها تكثيف التمارين والواجبات، وفي العناية الكبيرة من قبله بالتصحيح، مع إضافته للحلول الأخرى الممكنة في المسائل بلون مغاير، مما يزيد الطالب استفادة وتحفيزا على اتباع اكثر من طريقة في حل المسائلة،

فكانت من طرقه الزام الطالب بإحضار دفترين للواجبات، يحل فيهما واجباته بالتناوب بشكل أسبوعي، وفي نهاية الاسبوع يسلم هذا الدفتر للمعلم لتصحيحه، ويستلم منه الدفتر الآخر المصحح، ليحل فيه الواجبات في هذا الأسبوع، فالتصحيح لديه لم يكن غايته وضع العلامة وكتابة التقدير، وانما غايته التعليم والتوضيح وزيادة الفهم، فالمعلم في تصحيحه يمر على كل كلمة وكل حرف وكل رقم، ولا يكتفي بذلك بل يكتب للطالب تحت إجابته الصحيحة،  عبارة (حل آخر للمسألة)، ثم يدون الطرق الاخرى الممكنة لحل هذه المسألة، ولذلك يقول (لم نكن نجد صعوبة في فهم مادة الرياضيات، ونستطيع أن نأتي بالدرجة الكاملة في اختباراتها، وكان المعلم يجد ثمار جهده سنويا، فكان يتلقى العديد من خطابات الشكر والتقدير نظير مستوى طلابه المرتفع)، وهذا نموذج ساطع للمعلم الناجح، فشكرا له وجزاه الله خير الجزاء، على كل جهد بذله ولجميع زملائه الذين على شاكلته، ولا ينسى ايضا من معلمي هذه المدرسة، المعلم الفاضل الأستاذ موسى بن يزيد يحيى العبدلي، معلم مادة العلوم، وكذلك الأستاذ أحمد بن هادي الابياتي، المرشد الطلابي، وغيرهم من المعلمين الأكفاء، ممن لهم الفضل الكبير على طلابهم، وعلى الاجيال المتعاقبة منهم، في تحصيل العلوم والمعرفة.

  تخرج من الكفاءة المتوسطة من مدرسة نيد آبار، وانتقل في عام1410هـ، ليلتحق بثانوية فيفاء العامة في نيد الدارة، ولم تكن تختلف كثيرا عن سابقتها، فكادرها الإداري والتعليمي على قدر كبير من المهنية والعلمية، وكان بالطبع على رأس الهرم فيها القامة التربوية الكبيرة، الأستاذ الشيخ حسن بن فرح الأبياتي رحمه الله، ومن حوله كوكبة مضيئة، منهم الأستاذ القدير حسن بن سليمان المثيبي، المرشد الطلابي المتمكن، الذي كان له دور بارز في تشجيع الطلاب، وتحفيزهم للرقي بمستوياتهم، والوقوف معهم ومساندتهم، وتبصيرهم بما يناسبهم من تخصصات، لإكمال دراساتهم الجامعية، وغيرهم من الافاضل من المعلمين، ويتميز بالنسبة له فيها، الاستاذ محمد مدحت (مصري) معلم مادة الكيمياء، الذي كان له كما يقول بصمة واضحة في حياته، جعله يحب هذه المادة ويسعى في اختيارها مادة لتخصصه في الدراسة الجامعية، وكذلك بقية طاقم المدرسة، ومن هولاء الافاضل، الأستاذ جوهر، والأستاذ إبراهيم دعاس، والأستاذ موسى بن سلمان الأبياتي، والأستاذ إسماعيل مرضي، والأستاذ مرعي أحمد الأبياتي، والأستاذ عبد الوهاب، والأستاذ مصطفي، والأستاذ فخري، والأستاذ عبدالسلام، وغيرهم من المعلمين الأفاضل، الذين كانت لهم مكانتهم، ومازال يكن لهم كل الحب والتقدير والدعاء، رحم الله من توفي منهم وأطال في أعمار الباقين على طاعته، واصل نجاحه وتفوقه، إلى أن نجح من الصف الثالث الثانوي، في نهاية العام الدراسي 1412/1413هـ، يحمل الشهادة الثانوية العامة بتفوق.

الدراسة الجامعية:

  كان لا بد له حينها من مغادرة فيفاء واهله، لاستكمال دراسته الجامعية، وآثر أن لا يبتعد عنهم كثيرا، حيث كانت وجهته إلى مدينة ابها، ففيها اقرب جامعة له في تلك الفترة، ولم تختلف عليه الحياة فيها، إلا لبعده لأول مرة عن والديه، ولكنه تجاوز كل هذه المشاعر، عندما تحقق له التسجيل في التخصص الذي يميل إليه، وبانشغاله بدراسته وتحصيله العلمي عن ما سواه، فقد تم قبوله بحمد الله وتوفيقه مع بداية العام الجامعي 1413/1414هـ، ضمن طلاب فرع جامعة الملك سعود، في كلية التربية قسم العلوم ( تخصص كيمياء)، وكانت هي رغبته الاولى، فانغمس مباشرة بكل اقبال على دراسته، وترقى في مستوياتها يحالفه النجاح فصلا بعد فصل وعاما بعد عام، وانشغل بانكبابه على التحصيل عن كل الشواغل، وشعر بالاعتزاز بما يحققه، والغبطة باعتماده التام على نفسه، حيث اكتسب من غربته وبعده عن والديه كثيرا من الايجابيات، فبسبب البعد كان مضطرا إلى الاعتماد الكامل على نفسه، في كل اموره الخاصة والعامة، وتعرف على كثير من نواحي الحياة المختلفة، وعلى اسرار التعامل الناجح مع كل الأمور، ونجح في ذلك ايما نجاح، اكتشف فيها ذاته، ومواطن القوة والضعف، واستطاع الاعتماد على نفسه بكل جدارة، كانت تجربة ناجحة بكل المقاييس، عادت عليه بالنفع في كل الأمور، سواء المادية والعلمية والاجتماعية, وفي اتخاذ القرارات الصائبة، وفي مجابهة كل مشاكل الحياة بكل انواعها، والتعامل مع الضغوط وتجاوزها، فكانت بالنسبة له كأي شاب مرحلة ضرورية، كانت البداية الحقيقة للتعرف الجاد على شخصيته، واعادة برمجتها المستقلة، والتعرف الحقيقي على قدراتها وامكانياتها، وفي التأقلم التام مع الظروف المحيطة به، فانطلق سعيدا واثقا بقدراته، وحسن تصرفاته.

  في هذه المرحلة المهمة تعرف على كثير من زملائه، وعلى بعض معلميه، وعلى المجتمع الجديد الذي حل فيه، بعيد عن بيئته الأولى الرتيبة، وتعرف على عادات كثير من الناس من حوله، وعلى اخلاقياتهم المتباينة، وفي التعامل الجيد في كل شأنه واموره، واتيح له تحديد مساراته واختياراته بنفسه بكل حرية، وتجربة الطرق المناسب له دون املاء، وفي حسن التخلق بالصفات الحسنة من ذاته، وفي اكتساب الثقة المطلقة بنفسه، حتى بلغ بها درجة ترضيه عنها، وكلها مكاسب عميقة لا تقل عن مكاسبه الدراسية، لأنها زادت من صقل شخصيته، إضافة إلى تمكنه في دراسته وتحصيله العلمي، حتى تخرج من الجامعة مع نهاية العام الجامعي1416/1417هـ، يحمل شهادة البكالوريوس في الكيمياء، ويحلم بمستقبل زاهر منير.  

  ومع ذلك لم يكتفي بكل ما حصله من المعارف، ولم يتوقف عند هذا الحد من التعلم، بل زاد شغفه وطموحه إلى الاكثر، وحرص على رفع قدراته وزيادة معلوماته وخبراته، ومع أن تخصصه كما هو معروف علم متطور، لا يقف بصاحبه الطموح عند حد معين، بل يتطلب منه متابعة كل جديد، حتى لا يجد نفسه وقد فاته الركب، فكان يحرص على تفريغ كثيرا من وقته للاطلاع، وفي الالتحاق بكل فرصة تتاح امامه، رغم انغماسه الشديد بمهامه التعليمية، وانشغاله الكبير في اداء اعماله الوظيفية، حيث سعى إلى الالتحاق بعدد كبير من البرامج التدريبية المتاحة، وكانت الفرصة الذهبية له عندما رشح في عام 1431هـ، ليكون مدرباً مركزيا في مشروع الرياضيات والعلوم المطورة، ممثلا ومدرباً لإدارة تعليم صبيا، في مادة الكيمياء, حيث حصل من خلالها وعلى مدى خمس سنوات، على أكثر من (500) ساعة تدريبية في هذا المشروع، وحصل في عام 2015م، على الشهادة الدولية للمدرب المحترف Pearson Assured من شركة بيرسون، في مناهج الرياضيات والعلوم الطبيعية المطورة، التي اتاحت له أن يكون عضواً ضمن فريق التطوير المهني لمعلمي العلوم والرياضيات, وقد بلغت البرامج التدريبية الاخرى التي حصل عليها، أكثر من (73) برنامجا، فيما يزيد عن (1000) ساعة تدريبية، وفي نفس الوقت نفذ أكثر من (87) برنامجا تدريبيا، بما يزيد عن (1000) ساعة تدريبية، كان منها أكثر من (568) ساعة تدريبية، في مشروع الرياضيات والعلوم الطبيعية المطورة، لمعلمي العلوم في مكاتب إدارة تعليم صبيا .

    وفقه الله وبارك فيه وفي جهوده، وزاده علما وفضلا وسدادا.

العمل الوظيفي :

  بعد تخرجه من الجامعة، صدر قرار تعيينه على وظيفة معلم، وباشر عمله في تاريخ 13/5/1417هـ، في مدرسة ثانوية فيفاء، المدرسة التي تخرج منها، ليكون معلماً مختصا في مادة الكيمياء، التخصص النادر الذي درسه في الجامعة، وهنا بدأت معه مرحلة جديدة من مراحل حياته، فقد كان لزاما عليه أن يثبت أولاً مكانته وتميزه، ويدلل بانه جدير بهذا العمل الكبير الذي اسند له، وما اصعب ذلك وبالذات بين اهلك ومعارفك، يقال (من عرفك صغيرا احتقرك كبيرا)، فانت تبقى في عينيه على الصورة الاولى، لا يراك تتغير، ولا يقتنع بتغيرك بسهولة، فلذلك لا بد لك من النجاح المتميز واثبات الذات، وهنا تكمن الصعوبة، ولكن في المقابل يكون نجاحك المحرز اقوى من أي نجاح آخر، لأنك تهدم الصورة النمطية عند الناس عنك، وترسم لك صورة اخرى قد تكون اجمل واكمل،  فهنا يكون الشعور بالمسؤولية مضاعفا، وعليك أن تسعى جاهدا إلى تقديم نفسك بالصورة القوية المثالية، وقد بذل بالفعل جهدا مضاعفا في سبيل ذلك، واستحضر خلال ذلك كل ما كان قد تعلمه من معارف وعلوم في تخصصه، وما اكتسبه من مهارات في كل مراحله السابقة، فكان يعد نفسه ويعد دروسه بكل ما يلزم قبل دخوله الفصل، ويحضّر مادته ويجهز معامله بكل جديد ونافع، ويسعى إلى استجلاب طلابه إلى دروسه، ويجعلهم يستوعبون هذه المادة ويرتاحون إليها، وما اعظمها من مسؤولية كان يحس بثقلها، ولكنه بحمد الله استطاع أن يقدم نفسه بصورة جميلة وقوية، قد وثق بمعلوماته وعلمه وشخصيته، فكان له القبول والاحترام والمحبة، واستشعر بأهمية دوره وما يقدمه، وآمن تماما بعظم ما يقوم به، وبعظم مسؤوليته امام الله ثم امام طلابه، وتمثل في أن الواجب المحتم أن ينفع طلابه، وأن يخلص في اداء عمله، ويبذل جهدا مضاعفا ونشاطا مكثفا في سبيل تحقيق ذلك، حيث حرص على تنشئة طلابه تنشئة قوية سليمة، تمكنهم من أن يكونوا على مستوى راق، وقد تمثل في سبيل الوصول إلى ذلك بمعلميه السابقين، واستحضاره لأساليبهم الناجحة، ويغلفها بعلومه ومعلوماته المكتسبة، وما مر به خلال دراسته ومسيرته التعليمية السابقة.

  ومن أول عام ابتدأ يشارك بكل طاقاته في مناشط المدرسة المتعددة، ويثبّت شخصيته ومكانته كعضو نافع فيها، فكان له الدور الايجابي في افتتاح أول فرقة كشفية في المدرسة، التي كانت كذلك أول فرقة في المحافظة، وسعى إلى ابرز جهودها من خلال مشاركاتها في العديد من المناسبات الوطنية، وفي المعسكرات الكشفية، سواء على مستوى المنطقة أو الوطن، فكان لها حضورها المشرف، الذي حققت من خلاله المراكز الأولى، في معظم المشاركات المركزية والوطنية, وكانت لها الريادة في المحافظة، حيث كانت النواة لافتتاح أكثر من اثنتي عشرة فرقة، على مستوى مدارس فيفاء، مما اشعل الحراك في هذا المجال المهم، إلى أن توج في عام 1423هـ بافتتاح (مفوضية فيفاء الكشفية),

  والكشافة من الوسائل المهمة في التربية، لأن من اهم اهدافها ومراميها تنمية النشء، وبناء قدراتهم الذاتية، وصقل مواهبهم وتنميتها، للوصول بهم الى الاستفادة التامة من كل امكانياتهم، البدنية والفكرية والاجتماعية، وبنائهم بدنيا ونفسيا وعلميا، وجعلهم أفرادا مسؤولين، وأعضاء نافعين لأنفسهم ومجتمعهم، وقد ادت وظيفتها ورسالتها على خير وجه، وكان من أبرز المشاركات الكشفية الناجحة، التي شاركوا فيها على مستوى الوطن، عندما كان هو المشرف المكلف وقائد فريق تعليم صبيا كاملا، ما يلي :

  1. برنامج تعرف على بلدك، الذي اقيم في المدينة المنورة، في عام 1422هـ.
  2. المشاركة في اللقاء الأول لتنمية القيادات الكشفية  في الرياض عام 1422هـ.
  3. برنامج الإبداع والتفوق، الذي اقيم في مدينة الطائف، في عام 1423هـ.
  4. المشاركة في خدمة الحجيج، في عام 1424هـ.

وتواصلت المسيرة فيما بعد وما زالت، فهناك العديد من المناسبات التي شاركت فيها الكشافة، على مستوى الوطن تحت قيادة زملاء له آخرين.

وكانت هذه المرحلة له مع الكشافة، مرحلة مفيدة عززت مكانته، ثم قوت ثقته بنفسه وبقدراته الذاتية، وانطلق من خلالها إلى مجالات اوسع، فمن خلال تخصصه في مادة الكيميا والعلوم، سعى إلى تكوين نخبة وفريق عمل في هذا المجال، ويعتبر هذه المرحلة هي المرحلة الذهبية في حياته، لكونها تتوافق مع ما يحبه في مجال التخصص، وكونت هذه الانشطة له مع طلابه علاقات رائعة ومتميزة، حيث أحبهم وأحبوه، فكانوا كما يقول : ( انهم أعطوه من التقدير والاحترام الشيء الكثير، وكان هو بدوره لا يعتبرهم إلا أبناء وإخوة, حققوا سوياً كثيرا من المنجزات العلمية، وتفوقوا في المشاركات الخارجية، وكانوا نخبة بالفعل يرفعون الرأس في كل محفل وكل مشاركة)، ولأنه اخلص معهم، وبذل جهدا كبير في اعدادهم، وهم أو معظمهم لم ينتظموا في هذا الفريق إلا لأنهم يحبون هذا المجال، ولذلك زادوه حماسا وتمسكا بمواصلة السير فيه، حتى أنه جعله يرفض لمرات عديدة الانتقال للعمل مشرفاً تربوياً في مركز الاشراف بالداير، رغم سعيهم الدؤوب إلى اقناعه بذلك لتميزه، ولأنهم راوا أنه سيكون اكثر نفعا في مكتب الاشراف، لأنها سيبث خبراته ونشاطه ليعمل به في كل المدارس، ولكنه في نهاية المطاف رضخ للأمر الواقع، وآمن بما يقولون، واقتنع بأهمية أن يكون دوره على مستوى اعم واعلى.

  كلف في عام 1423هـ بالعمل مشرفا متعاونا للنشاط الطلابي، في مركز الاشراف التربوي بالداير، وفي العام التالي 1424هـ، كلف مشرفاً تربويا لمادة العلوم والكيمياء، في نفس المركز، وبقي فيه إلى عام 1431هـ، إلى تكليفه مديرا لمكتب التعليم محتفظا بعضوية اللجنة العلمية في ادارة التعليم بصبيا، ومشرفاً خاصا على ملف الكيمياء في الأولمبيادات العلمية، مما اتاح له فرصة استمرار التواصل المباشر مع الطلاب، تدريباً ومشاركة في المنافسات المحلية، ومن خلال هذه العضوية المؤثرة، وكانت هناك عديد من المنافسات العلمية، التي شارك فيها الطلاب على مستوى الوطن، ومن ذلك :

  1. المشاركة في الأولمبياد الوطني السادسة في الكيمياء، في حائل عام 1429هـ.
  2. المشاركة في الأولمبياد الوطني السابع في الكيمياء، في مكة المكرمة عام1430هـ.
  3. المشاركة في الأولمبياد الوطني الثامن في الكيمياء، في وادي الدواسر عام 1431هـ.
  4. المشاركة في الأولمبياد الوطني التاسع في الكيمياء، في منطقة عسير عام 1432هـ.

   وهو يفخر بأن توج هذه المشاركات بتحقيق طلاب مدرسة ثانوية فيفاء، المركز الثاني، والمركز الرابع، على مستوى المملكة، في الأولمبياد الوطني السابع في الكيمياء، المنعقد في مكة المكرمة عام 1430هـ،  وفي تأهيلهم لتمثيل المملكة في الأولمبياد العربي للكيمياء في العام التالي.

    انتقل في العام 1431هـ ليعمل في مكتب تعليم فيفاء، عندما افتتح في ذلك العام، حيث كان ضمن النخبة المميزة من المشرفين التربويين، الذين كان لهم الدور الأكبر والشرف في تأسيس هذا المكتب، والذي جعله في المراتب الاولى بين مكاتب التعليم في المنطقة، وفي هذا العام 1431هـ تم ترشيحه ايضا، ليكون مدرباً مركزيا في مشروع الرياضيات والعلوم المطورة، ممثلا ومدرباً لتعليم صبيا في مادة الكيمياء, واستمر على ذلك على مدى خمس سنوات، حصل خلالها على أكثر من (500) ساعة تدريبية في هذا المشروع، وحصل على الشهادة الدولية للمدرب المحترف Pearson Assured من شركة بيرسون عام2015م، في مناهج الرياضيات والعلوم الطبيعية المطورة، وقدم خلالها أكثر من (568) ساعة تدريبية في مشروع الرياضيات والعلوم الطبيعية المطورة، لمعلمي العلوم في مكاتب إدارة تعليم صبيا، ويقول كنت في تلك المرحلة من العمل في (الإشراف التربوي)، استمتع كثيرا بالعمل مع زملاء المهنة، وتعلمت منهم الكثير، واكتسبت منهم العديد من المهارات، والأساليب التربوية، فكنا نتشارك في الهم التربوي، ونعمل سويا في سبيل تطوير العمل، من أجل صناعة مستقبل زاهر لهذه الأجيال.

استمر من نجاح إلى نجاح، وتوج ذلك التميز بتكليفه في 1/8/1436هـ، ليكون مدير إدارة مكتب التعليم بفيفاء، وهو منصبه الحالي، قام به بتوفيق الله بكل جدارة ونجاح، وما زال كذلك يوالي نجاحاته إلى تأريخه، وفقه الله وبارك فيه وفي جهوده، وله العديد من المبادرات والنجاحات في قيادته لهذا المكتب، نختصرها في النقاط التالية:

  • حرص منذ اليوم الأول من تولية لإدارة المكتب، على تقييم الاحتياجات والأولويات، والعمل وفق خطط ومستهدفات واضحة، ليكون للمكتب دوره الايجابي المؤثر، ويكون عضوا فاعلا في المجتمع، وليقوم بدوره المنوط به على أتم وجه، متكاملا في أدواره ومسؤولياته مع كافة القطاعات الحكومية والأهلية في المحافظة.
  • عمل مع زملائه في تناغم تام، ووفق إطار مؤسسي منظم، مستشرفين المستقبل، ومستفيدين من كافة الفرص المتاحة، وكان من اهم هذه الاهتمامات التي سعوا لها، تنفيذ شراكات ناجحة مع المحيط من حولهم، التي حرصوا على أن تقوم على ركيزتين رئيسيتين، تنطلق الأولى من أهداف يستطيعون تحقيقها، والثانية بما يعود بالنفع على كامل المجتمع، وعلى العملية التعليمية خصوصا.

 وتمحورت هذه الشراكات في قسمين:

القسم الاول : ما كان يعرض عليهم من الجهات الأخرى، وكانوا في هذه الحالة يقومون بدراسة هذه العروض وتحليلها، وتقويم مستهدفاتها واهدافها، فإذا ما وجدوا فيه الفائدة المرجوة، تم اعتماد هذه الشراكة وتفعيلها، بما يحقق التكامل مع هذه الجهة، وبما يسهم في تحسين خدماتهم.

القسم الثاني : شراكات يتطلبها احتياج الميدان التربوي، وتقوم ضمن حلول ضرورية مستهدفة، وهنا يبدؤون بتكوين فريق عمل متكامل، يعمل على البحث عن هذه الشراكات، بما يحقق التكامل في أدوار المكتب، ويسد الاحتياج القائم، وغالبا ما تستهدف هذه الشراكات على جانبين:

الأول: الجانب المؤسسي الذي يكون مع الجهات الأخرى في المحافظة، سواء حكومية أو جمعيات خدمية.

الثاني: شراكات قائمة على التعاون مع أفراد المجتمع، والذي سعوا تضمينه عنصرا لوجستيا هاما، يتضمن إبراز الشخصيات التي كان لها ادوار بارزة، في تطوير المجتمع التعليمي في المحافظة، ومن أمثلة هذه الشراكات، مركز الشيخ علي بن قاسم الفيفي رحمه الله، للتدريب التربوي، والذي أصبح رافدا قويا للتطوير المهني التعليمي، على مستوى المحافظة في بيئة متكاملة جاذبة، ويتكون هذا المركز من قاعات للتدريب والاجتماعات، ومسرح للفعاليات والاحتفالات، ويضم مكتبة الشيخ علي بن قاسم آل طارش، التي تحتوي على أكثر من (3000) كتابا ومؤلفا، يستفيد منها طلاب العلم والباحثين، سواء من داخل المحافظة أو من خارجها, وهذا المركز ليس حكرا على التعليم فقط، بل يخدم جميع الجهات في المحافظة من حكومية وأهلية، وكذلك مركز الشيخ مصلح بن فرحان رحمه الله لرعاية الموهوبين، والذي يقوم بأدواره في رعاية هذه الفئة الغالية، خاصة وأن نسبة الموهوبين في المحافظة تزيد عن 11% من نسبة الطلاب، ويتكون من قاعات للتدريب، ومكاتب وصالة للاستقبال، ويستفيد منه جميع الطلاب الموهوبين في مدارس المكتب، كما تستفيد منه الجهات الحكومية والأهلية بالمحافظة، في اقامة بعض البرامج الخاصة بهم.

  اضافة إلى العديد من الشراكات الأخرى المتعددة، ومن أبرز هذا الشراكات باختصار:

  • الشراكة مع محافظة فيفاء في التعريف بمشروع العقد العربي.
  • الشراكة مع جمعية البر في برنامج رعاية أبناء المرابطين على الحدود.
  • الشراكة مع جمعية الدعوة والإرشاد، في برامج المسؤولية الوطنية والتوعية بأضرار السموم وغيرها من البرامج.
  • الشراكة مع لجنة التنمية الاجتماعية الأهلية بفيفاء، في دعم البرامج الخاصة برعاية المتميزين والموهوبين.
  • الشراكة مع نادي فيفاء الرياضي، في دعم البرامج الرياضية، على مستوى مدارس المكتب، وتكريم المميزين.
  • الشراكة مع مؤسسة العالمية للسيراميك، في دعم مسابقة الشيخ علي بن حسن الفيفي لحفظ القران الكريم .
  • الشراكة مع مؤسسة الشيخ علي بن هادي الفيفي، في دعم مشروع المكتب (بكم نفخر) لتكريم المتميزين لثلاث سنوات.
  • الشراكة مع أبناء الشيخ علي بن قاسم الفيفي رحمه الله، في إنشاء مركز الشيخ علي بن قاسم للتدريب التربوي.
  • الشراكة مع أبناء الشيخ مصلح بن فرحان الفيفي رحمه الله، في إنشاء مركز الشيخ مصلح بن فرحان للموهوبين.

وغير ذلك من الشراكات الفرعية، عن طريق المدارس، لدعم الطلاب المحتاجين، وكسوة الشتاء، وغيرها من البرامج والمشاريع.

ويبذل حفظه الله جهدا مضاعفا، ونشاطا مثمرا في إدارة هذا المكتب، والرفع من مستواه ومردوداته، وتجاوز كل المعوقات والتحديات، وفق ما تمر به المملكة في هذا العصر المتجدد، وفي هذا الوقت المهم والمتوثب، المليئ بالجد والنشاط والعمل الدؤوب، في مرحلة مختلفة عن كثير مما سبق، بكل ما تعنيه هذه الكلمة، في سباق تطويري مهم، ومخاض شاق وصعب وعسير، يتطلب بذل الكثير من الجهد والعطاء، في وقت مفصلي يتطلب التغيير والرقي، وفيها العديد من القفزات التطويرية المتلاحقة، على كافة المستويات والاصعدة، وفي كل مسارب الحياة المتطورة، ويكون لا شك في مقدمتها التعليم، فنحن في عصر متجدد متسارع النمو، ليساير تطلعات القيادة الرشيدة، في ظل رؤية المملكة 2020ـ2030م، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان حفظه الله، وسمو ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان أيده الله، وما يتطلب هذا الحراك من وجود فرق عمل جادة في كل المجالات، تؤمن بالتطوير إلى الافضل، وفي التفاعل مع كل المستجدات، والسعي في المشاركة لتحقيق ما يوكل إليها من أهداف هذه الرؤية, وفي مقدمتها واهمها كما اشرنا مجال التعليم، وهو ما انغمس فيه هذا المكتب بكل منسوبيه وفروعه في كامل المحافظة، وما تشاهد نتائجه وما يتحقق فيه من المستهدفات، وما ينجز من العديد من المنجزات، ونرصد من أهمها وفي مقدمتها،  ما أستقطبه المكتب من المشاريع التعليمية العملاقة، التي بلغ عددها (ثمانية مجمعات تعليمية)، موزعة على كامل المحافظة، وتكمن أهمية هذه المشاريع، في مردودها الايجابي المؤمل، ومن اهم هذه النتائج والمرتكزات ما يلي:

  • تهيئة البيئة التربوية والتعليمية المتكاملة والجاذبة، من قاعات ووسائل تعليمية وملاعب وصالات .
  • السعي من خلالها إلى استقطاب البرامج والمشاريع، التي يشترط لها وجود مبان حكومية مهيئة، ومن امثال هذه البرامج والمشاريع : (معامل (ستيم) الخاصة بمواد الرياضيات والعلوم في المرحلة الثانوية، وبرنامج (اسهام) الذي يركز على الجوانب العملية والتطبيقية لطلاب المرحلة الثانوية، وبرنامج (سمو) ويهتم بتدريب معلمي المرحلة الابتدائية، ومشروع (مسارات) للمرحلة الثانوية، والذي يتيح لطلاب الصف الثاني الثانوي اختيار المسار الذي يتناسب مع ميولهم واتجاهاتهم وإمكانياتهم العلمية )، وكل هذه وغيرها لا شك ستسهم هذه المباني بمشيئة الله في تهيئة بيئة تربوية متكاملة وجاذبة، من شانها تنمية النشء علميا ومهارياً .

والنجاحات بحمد الله تتوالى في كل يوم، فبالإضافة إلى ما تحقق من المنجزات، سواء منها ما كان على المستوى الوطني أو الاقليمي والعالمي، فقد حقق تعليم فيفاء بفضل الله العديد من المنجزات، ومن اهمها :

  1. تحقيق المركز الأول في منظومة الأداء الإشرافي لعامين متتالين 1439-1440هـ.
  2. تحقيق المركز الأول في التميز المؤسسي لعام 1441هـ.
  3. تحقيق المكتب شهادة الأيزو العالمية لعام 1442هـ.
  4. تحقيق منسوبيه من معلمين ومعلمات، وطلاب وطالبات، العديد من الجوائز الوطنية والاقليمية، ومنها جائزة وزارة التعليم للأداء المتميز، وجائزة حمدان بن راشد للأداء التعليمي.

بالإضافة الى أنه يفخر بانه له ادواره المتعددة، وعضويته في كثير من اللجان والأنشطة، ومنها :

  • عضو اللجنة العلمية المشرفة على المسابقات والأولمبيادات العلمية بإدارة تعليم صبيا .
  • مدرباً مركزياً في مشروع الرياضيات والعلوم الطبيعية المطورة.
  • المشاركة في اللقاء الأول للتطوير المهني لمشروع الرياضيات والعلوم الطبيعية والمنعقد في مدينة الرياض في الفترة من 19 إلى 21/6/1432هـ .
  • عضو لجنة التحكيم في مسابقة أولمبياد العلمي – إبداع – مسار المبتكرات العلمية.
  • عضو لجنة دراسة التجمعات السكانية بمركز فيفاء لعام 1432هـ.
  • عضو فريق(TIEMS) للاختبارات الدولية للعلوم والرياضيات.
  • المشاركة في ورشة عمل: سيناريو تصوير الحقائب الأساسية لتأهيل معلمي الرياضيات والعلوم الطبيعية بالمدينة المنورة عام 1434هـ.
  • المشاركة في ورشة تطوير أدوات منظومة الأداء الإشرافي وتصميم المذكرة التفسيرية للمنظومة بالرياض عام 1436هـ.

نسال الله له مزيد من النجاح والتوفيق والابداع.

  وبصفته عضو ناجح في مجتمعه، فهو يسعى بكل جد ونشاط إلى أن تكون له ادواره الايجابية النافعة، في كل المجالات التطويرية والخدمية للمحافظة، فكانت له العديد من الادوار والمشاركات المهمة، لكونه عضوا فاعلا في العديد من اللجان والجهات الخدمية والأهلية في المحافظة، ومن ذلك ما يلي:

  1. عضو مجلس إدارة لجنة التنمية الاجتماعية المحلية بفيفاء، في فترتها الأولى والثانية .
  2. عضو المجلس البلدي لبلدية فيفاء، في فترته الثانية، ورئيس له في آخر سنتين من نفس الفترة .
  3. عضو مؤسس في مجلس إدارة نادي فيفاء الرياضي، في فترته الأولى، ونائبا للرئيس.
  4. عضو مجلس إدارة جمعية البر الخيرية بمحافظة فيفاء، في الفترة الحالية.

الحالة الاجتماعية:

   زوجته هي الفاضلة جميلة بنت حسين حسن العمري حفظها الله، تزوجها في عام 1415هـ، وكان حينها طالبا في الجامعة، فكانت له خير معين وعضيد في دراسته، ثم في كل مراحل حياته اللاحقة، اعانته وشجعته طالبا في الجامعة، ثم معلما ومشاركا نشطا في جميع ما يكلف به من اعمال، إلى أن وصل بحمد الله إلى ما وصل إليه اليوم، وكانت لها الادوار المساندة له، ومن اهمها الاهتمام والعناية بتربية الاولاد، حيث لهما ستة اولاد، ثلاثة ابناء وثلاث بنات، حفظهم الله وبارك فيهم، وهم على النحو التالي:

  1. لمياء جامعية خريجة جامعة جازان، تخصص لغة انجليزية، متزوجة.
  2. امجاد خريجة المرحلة الثانوية.
  3. زياد يدرس في الصف الثالث الثانوي.
  4. بلال يدرس بالصف الاول الثانوي.
  5. محمد يدرس بالصف الاول متوسط.
  6. مسك آخر العنقود عمرها سنتين ونصف.

حفظهم الله ووفقهم، وبارك فيهم، وجعلهم قرة عين لوالديهم،

ورزقهم برهم وصلتهم،

وحفظه الله وسدده وبارك فيه، وزاده علما وفضلا وادبا.

                       والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الاستاذ :يحيى بن علي حسن العمري الفيفي

   الرياض في 1443/9/1هـ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى