الغبرة الموسمية
من المواسم التي يترقبها الأهالي سنوياً ويكثر الحديث حولها موسم الغبرة الموسمية وهي من المواسم التي تأتي سنوياً ويختلف موعد بدايتها عاماً بعد عام .
كذلك تختلف حدتها على منطقة جازان والغبرة الموسمية هي عبارة عن عوالق غبارية كثيفة تسوقها رياح جافة تهب من شرق السودان وصحاري أفريقيا عابرة من فوق البحر الأحمر ونتيجة لانخفاض الضغط جنوب غرب الجزيرة العربية مما يساعد في نشاط الرياح الشمالية الغربية محركة تلك الكتلة من الغرب إلى الشرق وتستمر على منطقة جازان سهولها وساحلها حوالي 55 يوم إلى شهرين بعكس الجبال فإنها تنتهي في حدد 40 يوم بفعل الرطوبة التي تكون سبب لتكون السحاب واصطدامها بالمرتفعات وسقوط الأمطار .
فالغبرة الموسمية تمر بمرحلتين المرحلة الأولى:
من بدايتها من منتصف شهر يونيو إلى قرابة منتصف يوليو تكون جافة بفعل الرياح الجافة القادمة من صحاري افريقيا ..
ثم بعدها تأتي المرحلة الثانية :
من منتصف يوليو إلى حوالي 5 أغسطس تهب الرياح الموسمية المحملة بالرطوبة والغبار ، وتكون بإذن الله سبباً في تكون السحب وسقوط الأمطار الخريفية وانتهاء موسم الغبار وبداية موسم الامطار كما ذكرنا مما يمنع ظهورها على الجبال رغم استمرارها على تهامة والساحل .
فرح الأهالي بقدومها
فالمزارعون وبعض كبار السن يفرحون بقدومها رغم ما فيها من مشاكل لمرضى الجهاز التنفسي إلا أنها تأتي مبشرة بالخير بعدها بقتل حشرات وآفات وفيروسات مضرة بالنبات والحيوان والإنسان .
حيث كان الأوائل يفرحون بقدومها وإذا رأوها من جهة تهامة يبدأون بالنشيد فرحا بقولهم ( يادثمن من عل ضمد شوقني تنشارو منهو شعابة لمزرع ويمهد وازهارو ) ففيها تسميد للزراعة وتلقيح للنبات وقتل الحشرات الضارة بالنبات وأيضاً كانوا يفرحون بها لكونها تحجب حرارة الشمس قليلاً عنهم واحتفاظ النبات بالماء لفترة أطول اذا تأخر المطر .
لذا يقولون من باب أهميتها تلك المقولة المشهورة زراعة ماتغبر مثل جنازة ماتقبر ) وكما ذكرنا أنها مبشرة بالخير بعدها بالمطر الوفير .
كما يذكر في الجهات الساحلية والتهامية بقولهم إذا اغبرت ازبرت وإذا ازبرت فجرت أي إذا إذا اشتد الغبار كان الخير بعدها كثير والذي يؤدي لانفجار عقوم المدرجات ، وهو الخريف الزراعي الماطر كثيراً بعدها بإذن الله تعالى الذي يكون عليه الزراعة في جهات تهامة .
أما في الجبال فقد سبقته الزراعة من النثيرة والطرف فينفع الزرع ويكمل مراحل نضوجه إلى مرحلة حصاده مع الشتاء الزراعي في محافظة فيفاء.
المقالات