إختيار شريك الحياة
قلت في مقال سابق عن أهمية إتخاذ القرار أن هناك قرارت مصيريه في حياة كل إنسان ويجب أن تتم بعد دراسة ورويه لأنها تؤثر بشكل كبير على حياته في المستقبل ولعل أهم تلك القرارات هي إختيار الشريك ( الزوجة أو الزوج) وقلت أن هذا القرار قرار مصيري لا يجب أن يكون قرار عابر.
الزواج ليس فترة عابره في حياة الإنسان ولا نزوة موقته بل هي شراكة مع شريك لإكمال رحلة الحياة مع بعضهما وهي شركة في أحلام وطموح وابناء واسرة وارتباط عائلي لذلك وجب أن يكون إختيار الطرفين للشريك مبني على أساس قوي يساهم بعد توفيق الله في نجاح تلك الشراكة والحياة..
في زمننا هذا مع الأسف بدأت تطغى على المجتمع الحياة الماديه البحته لذلك تغيرت كثير من توجهات الناس وأصبحت المادة هي المحرك لهم ولا أقصد بالمادة هنا المال فقط بل أقصد اننا كمجمع بداء يتجرد من العاطفة الموروث الثقافي في كثير من الأمور وأصبح التقييم مادي بحت لكثير من الأمور وأصبح كثير من الشباب يركز في اختياره لشريك حياته أن تكون بمواصفات جماليه عاليه مركز على المظهر أكثر من المعدن وأما فتياتنا الغالبيه منها تركز على أن يكون الشريك كريم ووسيم وتقصد الفتاة بكريم انه يصرف دون أن يسأل فيما يصرف ( لا يرد طلب مهما كان هذا الطلب مرهق وليس أولويه).
لذلك كثر تعثر زيجات كثيرة وبقي بعضها في شد وجذب حتى يستسلم أحد الطرفين ويرضى بالحال ولا يبدي الممانعه.
أقول لك يا إبنتي ويا إبني ليست الحياة مجرد رحلة ترفيهيه لنطلب منها ما نرغب فقط بل هي حياة طويله فيها لحضات سعادة وساعات معاناه فيها ما نحب وفيها مانكره لذلك يجب أن تكون شركتنا على متطلبات تساعدنا ان نتجاوز هذه الحياة ونحن شريكين لقصة نجاح.
لذا يجب أن تكون المعايير التي أختار بها شريك حياتي منطقيه لتحقق تلك المعادلة ولا نجري خلف معايير ماديه.
حينما يكون الإختيار مبني على أساس ديني وتربوي وتقارب فكري وتوافق عائلي يكون هناك ما يبشر بعوامل نجاح وان فقدت هذه جميعا فمن رأيي المتواضع أن النجاح يكون بنسبة ضئيلة جدا.
إبني ابنتي لا تستاهلوا في أن يكون إختياركم على العامل المادي وإن كان ذلك مغريا لكم في الوقت الحاضر ولكن في المستقبل سيكون الندم هو محصلة هذا الاختيار.
حينما يكون اختيارك وبنية صادقه إرضاء الله سيكون اختيار ناجح لأن الضامن على المستقبل هو الله الذي كان اختيارك من أجله.
إختيار شريك الحياة