مظاهر العيد
هناك ظاهرة تزداد عاماً بعد عام وهو موضوع قِلّ التزاور بين الأقارب والأرحام والجيران في العيد حتى كادت تندثر في كثير من الجهات والاكتفاء برسالة أو إتصال فقط رغم قرب المكان ولو كان بعيداً في مدينة أخرى نقول تلك الرسالة شئ طيب ، ولكن تقارب في المكان وبُعد في القلوب حتى أن بعض الجيران لايقابل احدهم الأخر بالأشهر والسنوات ..
فالعيد فرصة كبيرة لكون الجميع مستعد للإستقبال فلماذا لاتستغل هذه المناسبة السعيدة على الأمة الإسلامية ؟ ، ولكن في الواقع نجد في عيد الفطر أن البعض قد يتعذر بقلة النوم ليلة العيد والتعب والنوم نهاراً بسبب اختلاف الساعة البيولوجية بعد شهر رمضان ، وفي عيد الأضحى الانشغال بذبائح العيد ونحوها فهل هذه أسباب مقنعة تدعو لترك مظاهر العيد من التزاور والمعايدة ؟
ولامانع لمن انشغل يوم العيد أن يتدارك بعده التزاور واستغلال هذه المناسبة لتصفية النفوس ونبذ الخلافات والإحن ولو لم يكن هناك إحن فهناك تباعد بالقلوب عند البعض وقطيعة بين بعض الأرحام وغفلة عند البعض والتعذر بأشغال الحياة .
ومع كل هذا أصبح يوم العيد يوم عادي غابت فيه فرحة اللقاء حالياً رغم أنه في زمن الطيبين قديماً كان يوم يتم الاستعداد والترقب لقدومه والفرح بحلوله .
أما حالياً فأصبح يوم عادي ومفيد لتلك المحلات التي يصرف لها آلاف الريالات من ملبس وزينة وتغيير للفرش والكنب والديكور ، وفي الأخير يصبح كل هذي مجرد مظاهر وتصوير في المواقع فقط ، وبعدها ينام أحدهم إلى بعد عصر يوم العيد ثم يقوم متعباً لايريد أن يرى أحداً وكلنا مقصرون ولكن ياليت يعود للعيد فرحته بداية من صلاة العيد ومايكون بعدها من لقاء ثم طيب النفس وبشاشة الوجه ولو قلّ المظهر واللبس فالعمدة على نظافة القلوب أولاً وهو الأساس ثم نظافة الواقع ..
وفق الله الجميع ونسأل الله أن يعيد علينا العيد ونحن جميعاً بصحة وسلامة ولكم تحياتي .