مقالات

عين النحلة و عين الذبابة

د - علي عامر عسيري

عين النحلة و عين الذبابة

لماذا تختلف رؤية الناس إلى هذا العالم؟

السر يكمن في نوع العين التي تملك، فالعيون نوعان، عين النحلة وعين الذبابة.

فالنحلة لا تنظرُ إلا للأزهار، أما الذبابة فلا تنظر إلا إلى الأقذار ولا ترى إلا الجراح!

فالذين أنعم الله عليهم بعين النحلة ينظرون إلى هذه الحياة بتفاؤل ولا يرون فيها إلا الجمال والأمل، قلوبهم مملؤة بالإيمان، يحبون الجميع وتتسع صدورهم للكل، ويعيشون بكل فرح وأمان.

لو وضعت زهرة جميلة وسط كومة كبيرة من القمامة لاستطاعت النحلة أن تراها من وسط هذه الكومة فتذهب اليها و تمتص رحيقها لتصنع منه شفاء للناس، فالإنسان النحلة يرى ألف حل لكل مشكلة.

ولو وضعت صندوق قمامة صغير جدا وسط حقل من الأزهار و الورود لقامت الذبابة بتتبع كومة القمامة الصغيرة لتنقل مرضا خطيرا إلى الناس. فالإنسان الذبابة يجد ألف مشكلة لك.

من ابتلي بعين الذبابة لا يرى فوق هذه الأرض إلا الشر والعفن، تراه دائم اليأس قنوط عبوس لا يتوقع إلا المصائب، وكل الناس عنده أشرار، والحياة عنده منغصات وآلآم.

الإنسان الذبابة دائم الانتقاد يؤمن بمقولة أنا أنتقد، فإذن أنا موجود، فلا يكاد يسلم بشر، نبات، حيوان، أو جماد من انتقاداته و ملاحظاته، ينسى دائما الحسنات و يذكر المثالب وهذا من رداءة النفوس.

أخي الكريم .. أختي الكريمة

لا تنتقد فإن كان لا بد من النقد فاجعله بطريقة السندويتش!

1- اذكر شيئاً إيجابياً (شيئاً تم فعله بالطريقة الصحيحة أو بطريقة مميزة).

2- اذكر نقصاً أو شيئاً يحتاج لإصلاح، مع اقتراح طريقة إصلاحه (نقد).

3- اذكر شيئاً إيجابياً (تشجيع الشخص على التحسن).

وهذا ما فعله رسولنا الكريم حين قال لعبد الله ابن عمر: نِعْمَ الرَّجلُ عبدُ اللَّهِ لَو كانَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ قالَ سالِمٌ: فَكَانَ عَبْدُاللَّهِ بعْدَ ذلكَ لاَ يَنَامُ مِنَ اللَّيْلِ إِلاَّ قَلِيلًا.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى