من العادات و الأدوات التراثية (37)
الرُّمَّــاد
بعد انتهاء موسم الحصاد في آخر الشتاء الزراعي في المرتفعات الجبلية ومنها محافطة فيفاء يبدأ المزارعون بعده بالحِدَّار والرُّمَّاد بعد استكمال جمع المحاصيل ولتأخر المذاري هذا العام بحكم تأخر الأمطار تأخر توقيت الحصاد عن الأعوام الماضية . حيث بدأت المذاري لهذا العام في أواخر نجم الطُّرُف وبعده ..
وكل سنة تقل المحاصيل الموسمية لعدة أسباب يطول الحديث عن ذكرها هنا . ويأتي بعد جمع المحاصيل والتصفية مرحلة الحِدَّار والرُّمَّاد وكان لعملية _ الرُّمَّاد اهتمام وعناية خاصة حيث يتم جمع حِدر القَصَب المُفَرّق وحفظه كعلف للبهائم لفترة أطول .
فبعد أن ينتهي الحصاد وجمع ثمر السنابل ( العِقَذة ) يُترك القصب حتى يجف جيداً في المدرجات بعد القطع وينتظر حتى يلطف الجو قليلاً في نجم الحادي وأوائل العشوة ( 1 ) قبل موسم البرد ، وبعد موسم الحفوف الذي يكون مع الحصاد ، ولايرمد مع شدة الشمس بل في الصباح مع رطوبة الجو وبعد العصر حتى لا يسقط الكثير من غلافه ( الخَشَر ) وتكون العملية بأن تجمع الحِدَر المتفرقة على شكل هرمي لكي تحتفظ لفترة أطول من التلف .
وسابقاً كان هناك أناس محترفون في عملية الرِّماد . والبعض يقوم بتنظيف مكان المِرْماد وفرشه بالرَّماد حتى يمنع السوس والربي وغيره من الحشرات التي تنخر عيدان القصب وتتلفه ..
ثم ترص الحِدَر المفرقة على شكل متناسق ومتراص بحيث لاتدخل له الرطوبة والماء ، ويربط عليه بحروج ( مَطْرن ) بسكون الطاء لعدم وجود الحبال آنذاك وبعضها بحبال السّلب ‘ وتنسق بشكل هرمي يمنع دخول مياه الأمطار للداخل ويربط رأس المرماد بإحكام حتى لايتخلل ماء الأمطار من فوق لداخل المرماد فيؤدي لتلفه . ولكي يحتفظ لفترة طويلة كعلف للدواب .