
في انتظار اللقاء، تاهت روحي في شوقها، واندفع القلب في لهفة، يسابق الثواني في وجل.
وحين اقتربت الساعة من موعدنا، دق قلبي وارتفع الضغط، وكأنه لم يخلق في الدنيا غيرها.
كانت النور في عيني، والبسمة في حياتي، والضحكة التي تطربني. هي حديقة تجمع كل الزهور الجميلة، وردة وعطرها يملأ الأفق الواسع، كالشمس في الصباح، تشرق وتضيء الكون.
عصفورة تغرد بأعذب الألحان، همسها أنغام، ونظرتها سهام، وسلام
حمامة ترفرف بالحب والوئام. فريدة وحيدة بين الناس، ذوق في الحسن واللباس، كالنجم في السماء، يلمع ويضيء.
النور من وجهها أشعة وردية، في جبينها استوطنت الشمس، والقمر استحل محياها.
ملكت الفؤاد بنظرة، واستحلت العقل بخطاها.
ملائكية المشي، سماوية الحضور. أما عطرها، فلا وصف له، كالفل يتفتح وتهب رائحته بعد الغروب.
الزرقة تغطي جسمها، والشعر يتطاير كالبخور، وامتلأ المكان بالزهور والنور.
كل هذا وأنا أقف محتارًا، تائهًا في هذا الحسن الذي لم تره عيوني، ولم يتخيله عقلي.
ظننتها حورية من أهل الجنة زفها إليّ القدر، وإذا بها فتاة تقول أنها تنتمي إلى بقية البشر.
لم أصَدّق قولها فأهل الأرض جمالهم محصور بين أشجار ومطر، بين جبال وصخر، أما هذه فهي:
أخت للقمر،
طَل يشبه المطر،
نسيم يعانق السحر،
عيون تفلق الحجر،
أنفاس تسحر عقول البشر.
..