اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية: ذكرى توحيد وطن وولادة أمة

في الثالث والعشرين من شهر سبتمبر من كل عام، تغرق المملكة العربية السعودية في بحر من البهجة والفخر، حيث ترفرف رايات الخضرة عالياً في كل شارع وحي، وتتوشح المدن بلونيْها الأبيض والأخضر، معلنةً احتفالها باليوم الوطني. هذه الذكرى العطرة ليست مجرد عطلة رسمية، بل هي جوهرة تتصدر تاج التاريخ السعودي، تذكر الأجيال بنقطة التحول المصيرية التي غيرت وجه الجزيرة العربية للأبد.
تعود جذور هذه المناسبة المجيدة إلى السابع عشر من جمادى الأولى عام 1351هـ، الموافق للتاسع عشر من سبتمبر 1930م، عندما أصدر الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – طيب الله ثراه – مرسوماً ملكياً يقضي بتحويل اسم “مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها” إلى “المملكة العربية السعودية”. هذا الإعلان لم يكن تغييراً شكلياً للاسم فحسب، بل كان تتويجاً لجهاد استمر لأكثر من ثلاثين عاماً، كرّس خلالها الملك عبدالعزيز روحه وقلبه لتوحيد أرجاء هذه البلاد المترامية الأطراف تحت كلمة واحدة ولواء واحد. فمن الكويت حيث بدأ مسيرته باستعادة الرياض عام 1902، إلى أن وحّد المناطق واحدة تلو الأخرى، كان حلمه هو إعادة مجد الدولة السعودية الأولى والثانية وإقامة كيان موحد مستقر على أسس من العقيدة الإسلامية الصحيحة.
لذلك، يمثل اليوم الوطني تجسيداً حياً لمعاني الوحدة والأمان بعد طول فرقة واضطراب. لقد وضع التأسيس دولة حديثة ذات سيادة، أصبحت فيما بعد قلب العالم الإسلامي ومحط أنظار العالم أجمع بفضل مكانتها الدينية والاقتصادية والاستراتيجية. وهو يوم يُجسد قيماً سامية كالتضحية والعرق الذي سال من أجلاء هذه الأرض الطيبة، والوفاء للقادة الذين قادوا سفينة البلاد إلى بر الأمان.
واليوم، تحت القيادة الحكية لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، تحتفل المملكة بهذه الذكرى وهي في أوج عطائها وطموحها. فقد أصبح الاحتفال يعبر عن روح العصر وروح التغيير التي تعيشها البلاد في ظل رؤية 2030 الطموحة. لم تعد الاحتفالات تقتصر على الاستعراضات العسكرية والأناشيد الوطنية، بل تحولت إلى مهرجانات إبداعية وحفلات فنية وبرامج ثقافية تشارك فيها كل فئات المجتمع، رجالاً ونساءً، شيباً وشباباً، مما يعكس صورة المملكة الجديدة: المملكة المنفتحة على العالم، المحافظة على ثوابتها، والساعية نحو مستقبل زاهر.
كما أن الاحتفال باليوم الوطني أصبح فرصة لتجديد الولاء للوطن والقيادة، وترسيخ قيم الانتماء في نفوس الأجيال الناشئة. فهو يذكرنا بأن هذا الكيان الشامخ بني بالإرادة الصلبة والعزيمة التي لا تلين، وأن مسؤولية الحفاظ على مكتسباته ومواصلة مسيرة البناء والتعزيز تقع على عاتق الجميع.
في الختام، إن اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية هو أكثر من مجرد ذكرى تاريخية؛ إنه نبض حاضر متجدد، ووعاء للذاكرة الجماعية يحمل في طياته قصص البطولة والتأسيس. هو يوم نستلهم فيه من الماضي قوة للحاضر، ونستشرف منه أمل المستقبل، مؤمنين بأن المملكة، بأرضها الطيبة وشعبها الأبيض وقيادتها الحكيمة، ستظل دوماً راية خفاقة للعروبة والإسلام، وواحة للأمن والاستقرار في عالم مضطرب.

- تدشين كتاب “دموع الرماد” للإعلامي والكاتب علي الحمدي في ديوانية القلم الذهبي بالعاصمة الرياض
- الشؤون الإسلامية في جازان تنفذ دروسًا علمية ومحاضرات دعوية للرجال والنساء بمحافظة بيش
- الشؤون الإسلامية في جازان تنظم مناشط دعوية نسائية في جيزان والداير
- سلسلة من المحاضرات الدعوية المتزامنة مع اليوم الوطني 95 تنفذها إسلامية جازان في صبيا
- الشؤون الإسلامية في جازان تواصل تنفيذ الحملة التوعوية لمكافحة التسول