
من أروع مكاسب الحياة حينما تجتمع مع أسماءٍ عزيزةٍ على قلبك، وتكتشف مع مرور الأيام أنهم كنوزٌ ثمينة تبقى في ذاكرتك،ورصيدٌ لا يُقدّر بثمن في حياتك، تأنس بوجودهم، وتدعو لهم، وتفرح بهم، كما يفرحون بك ويدعون لك.
عشنا عشرات السنين تحت سقفٍ واحد، في الحلوة والمرة، وتباينت بيننا الهمم والأرواح، وكأننا خرجنا من بيتٍ واحد، وتحت اسمٍ واحد جمعنا على المحبة والوفاء عبر السنين.
اكتسبنا معهم أسمى معاني الأخوّة، وتذوقنا أجمل صور التكاتف والتآلف، فلا أجد من القول إلا أن أقول:
شكرًا للأيام التي جمعتني بهم، فقد غرسوا في نفسي أصدق التقدير وأجمل المحبة والاحترام.
بالصبر والتحمّل والتقدير المتبادل، وصلنا إلى ما نحن عليه من محبةٍ وأخوّةٍ راسخة.
صحيح أن الأيام قد فرّقت بيننا، ولكن نحمد الله على نعمة اللقاء من جديد في هذا المجلس المبارك، تحت عنوانٍ نفخر به وننتمي إليه بكل اعتزاز.
النفس الطيبة لا يملكها إلا إنسان طيب، ولكلٍّ منّا طابعه الخاص، فلا أحد أفضل من أحد، ولكلٍّ فضله وقدره.
فالأذواق تختلف، لكن الأصل فينا هو الخلق والاحترام، فالحياة بلا أخلاقٍ واحترامٍ، حياةٌ بلا طعم.
يؤلمني أن أرى يومًا أخًا أو حبيبًا يغادر مجلسنا، لأسبابٍ عفويةٍ أو بسبب كثرة الرسائل أو ما في النفس، ولا يعلم سرّها إلا الله.
فنحن جميعًا ضيوفٌ على هذا المجلس، يجمعنا الاحترام، ونأمل أن يبقى هو طريقنا.
فلا ندري متى نفارق الحياة، ولا يستحق الأمر أن نحمل في صدورنا زعلًا أو حقدًا على أحد.
فعندما يُرمى التراب على أخٍ أو حبيبٍ أو عزيزٍ، ندرك حينها أن الزعلَ والحقدَ تافهان لا قيمة لهما.
سنرحل جميعًا… ويبقى الأثر، فليكن أثرنا جميلًا في أعين الآخرين.
وأخيرًا:
تقبلوا تحيات محبٍّ ومعاتبٍ في الوقت ذاته.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخوكم عود من حزمه
يحيى أحمد ال مريع المشنوي الفيفي