إطلالة الصباح

بقلم : رقيا عبد العزيز العاكش

منذ أسبوعين

4 دقيقة واحدة

يأتي إلينا الصباح كمولودٍ جديد، بثيابٍ زاهيةٍ جميلة، وابتسامةٍ تشرح الصدر، وألوانٍ من الفرح والسرور، وأنوارٍ تشبه الشموع.

تصدح أصوات البهجة في كل مكان، من تغريد العصافير إلى ابتسامة طفلٍ وشيخ، فالجميع يسعد بوداع يومٍ مضى واستقبال يومٍ جديد، طوى صفحة الأمس وجاء بورقةٍ بيضاء ناصعة، نملؤها نحن بأعمالنا، ونقشنا، وبما نقدمه من خيرٍ أو شر، حسنٍ أو سوء.

فالرائع هو من يبدأ يومه بالذكر والدين والتقوى، متوكلاً على الله، واضعاً خطةً ليومه، مرتبةً من البداية حتى الختام.

ويستقبل صباحه برضا الوالدين وتقبيل أيديهما وتلبية طلباتهما، وبحسن السلوك مع أبنائه ومن حوله، ومع من له عليه حق.

ثم يبدأ بالأولويات، ساعياً إلى الإنجاز الجيد المتقن، متفقداً نواقص يوم الأمس، مراجِعاً حساباته، متلافياً الخطأ، معززاً الصواب.

يعيش صباحه بجمالٍ داخلي يصنعه لنفسه، لا ينتظر من يصنعه له، من فنجان قهوته الأول حتى آخر عملٍ يؤديه.

ويتأمل في جمال الصباح وإبداع الكون، في قدرة الله، وفي الحياة وما فيها من بهاءٍ وسحرٍ وجمالٍ؛ في الطيور والأزهار والبحار والأنهار، وفي كل ما يليق بالصباح من مظاهر البهجة.

فلنَعِش كل لحظةٍ في الصباح بجمالٍ وسحرٍ خاص، ولنكتب عنه مدوّناتٍ جميلة، كبيت شعر، أو خاطرة، أو مقالة، أو ما يروق لنا.

ولا ننسَ وردنا القرآني، وتسبيحنا، واستغفارنا، ودعاءنا، وأذكارنا، فهي زاد الصباح وروحه.

ولنحرص على شرب الماء، وممارسة الرياضة، وتناول الإفطار، وإطعام مسكين، وإغاثة ملهوف، وجبر خاطر يتيم.

فليكن الصباح فرصةً للمسة إنسانيةٍ في بيتنا، أو في السوق، أو في الطريق، أو في أي مكانٍ نكون فيه.

لابد أن نستشعر الصباح ونتعايش مع تفاصيله، نستنشقه عبيراً زكياً، ونلمس أزهاره الندية، ونرتشف قهوته الجميلة، فكل ما فيه جميل، مبهج، يعيد إلى النفس السرور والرضا.