أعلام ومشاهير

الدقدقي أحد مشاهير الإعلام في المملكة العربية السعودية

الكاتب الصحفي والمستشار الإعلامي
الأستاذ حمد بن علي محسن الدقدقي إمارة منطقة جازان

في جنوب الوطن، حيث تمتزج رائحة البحر بعطر الجبال، ويمتزج التراث بالعطاء، وُلد حمد الدقدقي ابن قرية سلامة الدراج، ليخطّ على صفحات الأيام حكاية رجلٍ بدأ من البساطة، وصعد سلّم المجد بخطواتٍ من نورٍ وعزيمة.

من طالبٍ في مقاعد الدراسة، إلى أمينٍ عامٍ لمجلس المنطقة، لم يكن في رحلته حظٌ أو صدفة، بل إيمانٌ بالعمل، وصبرٌ على الطريق، وعشقٌ للوطن لا يهدأ.

محطات مضيئة في مسيرة حافلة بالعطاء

لم يكن الدقدقي إعلاميًا عابرًا، بل قلمًا من نورٍ يسري في شرايين جازان، يرسم نبضها في الصحف، ويُسمع صوتها في الإذاعات، ويُخلّد تراثها في قريةٍ من طينٍ وحكايا.

• منحَه صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز – رحمه الله – شهادة تقديرٍ ووسام نوط الأمن، عرفانًا بوفائه وإخلاصه.
• مثّل إمارة منطقة جازان في وفودٍ وفعالياتٍ وطنية، وكان أحد المشاركين في أعمال رؤية المملكة 2030.
• أشرف على قرية جازان التراثية في الجنادرية لأكثر من عشرين عامًا، فكانت تحت يديه لوحة وطنٍ نابضة بالحياة، تحكي قصة إنسانٍ وجبلٍ وساحل.
• أعدّ ونسّق اجتماعات مجلس المنطقة لأكثر من ثمانية عشر عامًا، وكان صوته هادئًا وحضوره واثقًا في كل دورةٍ من دورات المجلس.
• كتب خمسةً وخمسين ملحقًا صحفيًا في جريدة الرياض وملفًا أسبوعيًا بعنوان “جازانيات” في جريدة المدينة، ليبقى صوته شاهدًا على نهضة المكان وإنسانه.

حكاية عشق مع الكلمة

منذ طفولته، كان يرى في الحرف وطنًا، وفي الورق فضاءً يحلّق فيه حلمه.
كان والده يشتري له الصحف والأقلام وكراسات الرسم، فكبر بين حروفٍ تتفتح كزهورٍ على ضفاف الموهبة.
بدأت رحلته من الصحف الحائطية المدرسية، ثم مراسلًا لـ عكاظ، فمحررًا ومديرًا لمكتب المدينة، ثم صحفيًا في الرياض يكتب عن الناس، والوطن، والمشاعر، والجنود المرابطين في الحد الجنوبي.
كان صوته صوت الجنوب في الإذاعات، وعدسته عين الوطن في الميدان.

عطاؤه المجتمعي

لم يتوقف عند الصحافة، بل مضى حيثُ يحتاجه الشباب والمجتمع، فكان نائب رئيس مجلس إدارة مراكز الأحياء بأبي عريش.

يستقطب الطاقات، ويرعى المواهب، ويمنح الملاعب روحًا من انتماءٍ وفرح.

واستقطب من خلال عمله أكثر من سبعة آلاف لاعب، آمن أن بناء الإنسان هو أجمل أشكال الإعلام.

في فنه وموهبته

في أنامله رهافة الخط العربي وبهاؤه، يجيد الخط الديواني كما يجيد كتابة الخبر، ويمزج بين الحرف والفن كما يمزج بين العقل والقلب، فتصير الحروف بين يديه قصيدةً مرئية.

تكريمٌ واعتزاز

نال عشرات الدروع والشهادات وخطابات الشكر، لكن أجمل تكريمٍ ناله هو حب الناس، الذين رأوا فيه وجه الإعلام النزيه، وصوت الإنسان الصادق.

خاتمة الحكاية

اليوم، وبعد أكثر من أربعين عامًا من العطاء، يظل حمد الدقدقي صفحةً مضيئة في كتاب الإعلام السعودي.

رجلٌ حمل القلم كما يحمل الجندي سلاحه، كتب بصدقٍ، وأخلص بعملٍ، وترك في القلوب أثرًا لا يُمحى.


جازان تفتخر به…
والوطن يبادله الوفاء بالوفاء،
لأنه كان دائمًا أكبر من المناصب… وأقرب إلى الناس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى