مقالات

حسين جبران الفيفي المعلم الذي لم يكتفي بحدود السبورة والطبشور

بقلم : حمد دقدقي

هو ذاك المعلم الذي لم يكن التعليم عنده مهنةً، بل رسالةً سامية ينثرها كما تُنثر الحروف في حدائق اللغة.

منذ أن وطئت قدماه مدرسة جوة الشراحيلي والسلماني في عام 1414هـ، حمل على عاتقه أمانة الكلمة، وغرس في طلابه حبَّ اللغة العربية، فخرج من بين يديه جيلٌ يعرف للبيان جماله، وللوطن حقَّه، وللعلم قدره.

ولم يكتفِ حسين الفيفي بحدود السبورة والطبشور، بل جعل من الإعلام نافذةً أخرى للعطاء، فكان عيناً صادقةً تنقل نبض المجتمع، وصوتاً محباً يسعى بخطاه الهادئة بين الدوائر الخدمية والمواطنين، لا يبحث عن ضوءٍ يُسلَّط عليه، بل عن خدمةٍ تصل لمن يحتاجها.

نعته أحد المسؤولين بأنه حلقة وصل بين القلوب قبل أن يكون بين الجهات، إذ كان يحمل المناشدات بصدقٍ ورفقٍ وأدبٍ رفيع، فاستحق احترام الجميع وتقديرهم.

وحين رأى ثمار جهده تتفتح في فيفاء الحبيبة، آثر الصمت الجميل، وابتعد عن أضواء الإعلام كما ينسحب الغيم بعد أن يروي الوديان، مكتفياً بأن يكون صوت إشادةٍ على سنابه، يبارك كل إنجاز، ويفخر بكل من يخدم الوطن والمواطن.

نال الأستاذ حسين الفيفي العديد من شهادات الشكر والتقدير، لكنها لا توازي شهادة القلوب التي أحبته، ولا كلمات الامتنان التي تُقال في غيابه قبل حضوره.

إنه مثالٌ للعطاء الصادق، والعمل الهادئ، والنُبل الذي لا يضجّ… لكنه يبقى أثرًا لا يُمحى

حسين جبران الفيفي المعلم الذي لم يكتفي بحدود السبورة والطبشور

‫9 تعليقات

  1. مقال أكثر من رائع والأستاذ حسين ما شاء الله عليه رجل تربوي واجتماعي وفكاهي وقيادي ناجح في شتى المجالات.
    لاتراه إلا مبتسماً مع الصغير والكبير ومع الجميع وضرب أروع الأمثله في البذل والعطاء ويحب الخير للجميع وفقه الله وبارك فيه ونفع به الإسلام والمسلمين.

    شكرآ للكاتب أ/حمد دقدقي.

  2. شكرا من القلب للأديب والكاتب المبدع أ/ حمد دقدقي . سنبقى أكرمتني بحرفكم وقلمكم المميز ..لو أُعطى بلاغة الجاحظ وشعر المتنبي لن أفيكم حقكم. اكرر شكري وتقديري لشخصكم وذائقتكم الثرية باللغة والبلاغة.

  3. لقد جمعت بيننا الأيام، ولم يكن مجرد زميل دراسة فحسب، بل كان أكبر من ذلك بكثير. تشرفت بالسكن معه في سكن كلية المعلمين بأبها، فكانت تلك فرصة عرفته فيها عن قرب، وتعرّفت على شخصيته الراقية وأخلاقه العالية.

    كان الأخ والصديق والناصح والموجه، لا يبخل بكلمة طيبة، ولا يتردد في تقديم النصح والإرشاد برفقٍ وابتسامةٍ لا تفارق وجهه.

    ذلك هو الأستاذ حسين جبران الفيفي، ذو الوجه البشوش، وصاحب القلب النقي، الذي ترك في نفسي أثرًا طيبًا وذكرى جميلة لا تُنسى امد الله في عمره وحفظه بحفظه

  4. نعم المعلم / حسين جبران الفيفي من الكوادر المتميزة في التعليم و قد شرفت بزمالته في مدرسة الجوة لبعض سنوات نعم ذلك الرجل صاحب القلب الطيب و العمل الجاد وفعلا كان و ما زال صوت المواطن للمسؤول ينقل معاناته و إحتياجاته بأسلوب رائع و كلمة طيبة و يجني ثمرة ذلك حب المواطنين و له عدة مواقف إنسانية ما زال أثرها يذكر و يشكر لحينه. له كل حبي و تقديري و احترامي

  5. ليس غريباً أن يجتمع الثناء والمدح في شخصٍ قد جعل من عمله رسالة، ومن عطائه بصمة لا تُنسى.
    إلى الأستاذ والإعلامي (حسين الفيفي)، الذي قدّم خلال مسيرته التعليمية والإعلامية مثالاً يُحتذى في الإخلاص والصدق وحب الوطن .

    لقد كان صوته صادقاً يحمل همّ فيفاء وأهلها، وينقل معاناتهم وأخبارهم بكل أمانة ليصل بها إلى المسؤولين، فاستحق كل كلمات الشكر والتقدير، وكل شهادة امتنان

    شكراً له على كل ما قدّم، وعلى ما غرسه من أثر طيب في قلوب الناس، فالأعمال العظيمة تبقى وإن مضى الزمن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى