آداب

حين تمتدّ الأيدي لتصنع ضوءًا… يبقى الأمل أجمل حكاية

كتب حمد دقدقي

في مساءٍ يعبق بالإنسانية، أضاء فريق رواء الأمل التطوعي لذوي الإعاقة فضاءات بيت الثقافة بجازان بمبادرةٍ حملت اسمًا يشبه جوهرها: “بازار بيدي أبدع”؛ مبادرةٌ لم تكن مجرّد فعالية، بل كانت نافذةً مشرعة على قدرات قلوبٍ تصنع الجمال رغم كل التحديات.

وبحضور مدير أكاديمية صبا الثقافية الدكتور حسن الأمير، وقائدة الفريق الأستاذة أروى عثمان، ونخبة من رجال الثقافة والأدب والفن والإعلام؛ بدا المكان كأنّه يحتضن مهرجانًا للضوء، تتقاطع فيه العزائم مع الإلهام، وتلتقي فيه ابتسامات ذوي الإعاقة بامتنان المجتمع الذي يقف إلى جوارهم.


استهلّت الأستاذة أروى عثمان الافتتاح بكلمةٍ لامست الوجدان، تحدثت فيها عن القيمة العميقة لذوي الإعاقة في نسيج هذا الوطن؛ قيمٌ من الصبر والإبداع والشموخ، لا تُقاس بالأرقام بل بمدى قدرتها على إحياء الأمل في كل من يراها. أكدت أن هذه المبادرة ليست إلا بداية طريق، الطريق الذي يليق بهؤلاء المبدعين الذين يهبون المجتمع روحًا جديدة ومعنى أكبر.


ثم توالت لحظات المبادرة بأركانٍ تفاعلية تنبض بالحياة، تُعرّف بحقوق ذوي الإعاقة، وتبرز إمكاناتهم، وتُجسّد أنّ الإعاقة ليست عائقًا بل حافزًا يتخطّى به الإنسان حدود العادي إلى فضاءات الإبداع. كان الزوّار يعيشون التجربة لا يسمعون عنها، يلمسون القدرة، ويشاهدون الإبداع وهو يتجاوز المسافات نحو قلوبهم.


هكذا تحوّل “بازار بيدي أبدع” إلى لوحةٍ إنسانية بديعة؛ لوحةٍ ترسم ثقافة الدمج، وتُعلي قيمة المسؤولية الاجتماعية، وتُثبت أنّ المجتمع حين يحتضن أبناءه المختلفين، يصبح أجمل وأكثر اكتمالًا.


إنّه الأمل… حين يصبح فعلًا.


وهي الروح… حين تعيد تعريف الجمال بأيدٍ قادرة على الإبداع مهما كانت الظروف
.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى