
في حياة كل إنسان محطات تُخلّد في الذاكرة ومواقف تصنع الفرق وأشخاص يتركون بصمة لا تُمحى مهما تغيّرت الأيام والسنوات ولأن الحديث عن الوفاء نادر والحديث عن القامات الملهمة أندر فإني أكتب اليوم عن رجلٍ عايشته عن قرب وعملت تحت إدارته وتشرّفت بمرافقته في دربٍ من المسؤولية والصدق والنقاء إنه سعادة وكيل إمارة منطقة جازان الأستاذ وليد الصنعاوي.
منذ أن جمعني الله به في ميدان العمل وأنا أراه كما عهدته دومًا ثابتًا كالجبل هادئًا كالموج حين يهمس وحازمًا كالسيف حين يتطلب الموقف لم يكن مديرًا فحسب بل كان أخًا كبيرًا وناصحًا أمينًا وسندًا في أوقات التحدي كان من أوائل من آمنوا بي وشدّوا على يدي ومنحوني من الثقة ما كنت بحاجة إليه وهو ما لا يُنسى أبدًا.
عملت معه عن قرب وشاهدت عن كثب كيف يُدير العمل بعقله وقلبه معًا كيف يتقن فن الإنصات قبل الحكم وكيف يحتضن الجميع برؤية تتجاوز اللحظة إلى الأثر البعيد لم يكن حريصًا على النجاح لنفسه بل كان حريصًا على أن ننجح جميعًا على أن نكبر ونرتقي أن نتعلّم ونُبدع وأن نحمل المسؤولية لا كوظيفة بل كرسالة.
في رحلتي العملية إلى جواره لم أشهد منه إلا كرم الأخلاق ونُبل التعامل وصفاء السريرة حتى في أكثر الأوقات صعوبة كان هو التوازن الذي نحتاجه والركن الذي نلوذ إليه والقيادة التي نطمئن بوجودها كنت أراه أول الحاضرين وآخر المغادرين لا يعرف الكلل ولا يطلب من أحد ما لا يفعله بنفسه.
واليوم وأنا أراه يُكلف بثقة القيادة الكريمة وسمو سيدي أمير المنطقة- حفظهم الله- كوكيل لإمارة منطقة جازان لا أملك إلا أن أُبارك للوطن أولًا ولجازان ثانيًا بهذه القامة الوطنية التي تستحق أن يُكتب عنها ويُستلهم منها.
هي ليست مجرد كلمات تُكتب بل شهادة حق في رجلٍ قلّ أن يجود الزمان بمثله فلك يا أبا عريب من القلب دعاء ومن الذاكرة وفاء ومن القلم اعتراف بأنك كنت وستظل أحد منارات العمل الإداري النبيل في وطني الكبير.
بقلم | د. ماجد بن علي الموينع
مدير عام مكتب سمو أمير منطقة جازان