سمو الأمير محمد بن سلمان رؤية مَن ؟!
أعداء سمو الأمير محمد بن سلمان لا يقرُّ لهم قرار ، ولا يهدأ لهم بال! منذ أن ظهر على الساحة الداخلية والخارجية بحزمه وعزمه ، وهمّته ورؤيته ، لا سيما بعد أن رأوه يُغيِّرُ المعادلات!، ويَقْلِبُ المشهد! ، ويُعَدِّلُ بوصلة الاتجاه وفق رؤيته الطموحة! ، وحُلمه الكبير!.. فهم يشنون الهجمات تلو الهجمات على سموه الكريم بغرض تشويه صورته داخلياً وخارجياً! ، متهمين سموه الكريم بأن رؤيته تهدف إلى إفساد الدين! ، وتغريب المجتمع! ، وتغيير صورة الدولة التي عُرفت بها منذ عهد المؤسس – طيَّب الله ثراه – … إلى قائمة لا تنتهي من الاتهامات والافتراءات التي يكيلها أعداء سموه له!.
وحيث كان مرتكز هجوم أعداء سموه الكريم هو رؤيته وما حوته من تغييرات وتحديثات غير مسبوقة! .. وبما أنهم يَدَّعُونَ أنه خالف ما كان عليه جدّه وأعمامه ، وهم القادة العظام! ، والأبناء البررة الكرام ، الذين اقتفوا سيرة الإمام الهمام ، والملك العادل المقدام ، الذي وحَّدَ البلاد ، وأمَّن العباد ، ونشر العدل ، وأرسى قواعد الحكم الرشيد..
نقول لأعداء سموه الكريم : إن كان ما تنقمون على سموه هو رؤيته وطموحه! ، وجهوده واجتهاده!.. فاعلموا أن ذلك هو سر اختياره! ، وسبب انتقائه!.. فكما أنه أتى برؤية أبهرت العالم! ، وأدهشت كل المتابعين والراصدين! ، فإن سموه الكريم – بكل صفاته القيادية ، وشخصيته المتميِّزة ، وعنفوانه وطموحه ، ورأيه الثاقب ، وبعد نظره ، وسعة مداركه في كل ما يتعلق بمواجهة التحديات التي تستهدف الوطن خاصة ، والأمة العربية والإسلامية كافة! – هو رؤية القيادة الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز – رحمه الله تعالى وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنّة – ، وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز – متَّعه الله بالصحة والعافية في طاعته ورضاه – فهما اللَّذَيْنِ استلّا هذا السيف الصقيل! وأشهراه في وجوه الأعداء الطامعين الحاقدين!.. فمن يطعن في سموه الكريم فهو يطعن فيهما خاصة! ، وفي القيادة السعودية كافَّة ، وفي المملكة قيادة وشعباً بشكل لا لبس فيه!.
إن الأسرة الحاكمة ، والقيادة الرشيدة بها من أصحاب السمو الملكي عدد كبير ممن يستطيع تولي أي منصب قياديٍّ يكلف به أحدهم بكل همة واقتدار ، وعندهم من حب الوطن والحرص عليه ، والفهم والمعرفة بمهام القيادة ومواجهة التحديات ما يُـمَكِّنُ كل واحد منهم من القيام بالواجب الموكل إليه على أكمل وجه.. ومع كل ذلك فقد توافقت رؤية القيادة الرشيدة على اختيار سموه الكريم رغم صغر سنّه حينها! ، ورغم أنه تمَّ اختياره في وقت عصيب! ، فقد كانت الأخطار محدقة بالوطن خاصة! ، والأمة عامة! ، وكانت التحديات تفوق الوصف والخيال! ، وكانت الشكوك والرؤى المختلفة هي الأبرز فيما يتعلق بمستقبل منطقتنا وأمنها واستقرارها!.
ففي ذلك المشهد المُعَقَّدِ ، وفي تلك اللحظة الفارقة حسمت القيادة الرشيدة أمرها! ، واتخذت قرارها! ، فاختارت ابنها البار ، وأبرزت شبلها الكرَّار! ، وفارسها البطل المغوار!؛ ليكون درعاً للوطن! ، وسنداً للأشقاء والأخيار ، وسيفاً مصلتاً على الأعداء والأشرار!.. وكان قَدَرُ الله سبحانه وتعالى وتوفيقه يحوطان القيادة الرشيدة في قرارها الصائب ، ورأيها السديد ، وكان تأييده سبحانه وتعالى ونصره وتمكينه يفيض على سمو الأمير الشاب في كل خطوة يخطوها ، أو قرار يتخذه! ، أو مشكلة يواجهها! ، أو منازلة يضطر لها!.. حتى أصبحت أهدافه تتحقق قبل وقتها المحدد ! ، وإنجازاته تتجاوز سقفها المتوقع! ، وغاياته الكبرى التي يسعى لها تدنو وتقترب وكأنها معشوقة مشتاقة لمعانقة طموحه وآماله التي تفوح شذىً وياسميناً!.
لقد كانت انطلاقة سموه الكبرى بتاريخ 25/ 6 / 1435هـ الموافق 25 أبريل 2014م عندما أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله أمراً ملكياًّ بتعيينه وزيرًا للدولة وعضوًا في مجلس الوزراء بالإضافة إلى عمله رئيساً لديوان ولي العهد ومستشاراً خاصاً له ، وكان وليّ العهد حينها الملك سلمان – حفظه الله تعالى – .. فقد كانت تلك اللحظة مشهودة منظورة أمام العالم كله! ، فقد أدى سموه القسم أمام الملك قائلاً: ( بسم الله الرحمن الرحيم ، أقسم بالله العظيم أن أكون مخلصاً لديني ، ثم لمليكي وبلادي ، وأن لا أبوح بسر من أسرار الدولة ، وأن أحافظ على مصالحها وأنظمتها ، وأن أؤدي أعمالي بالصدق والأمانة والإخلاص ) ، وقد ردَّ عليه الملك عبدالله بدعاء خالص صادق نابع من قلبه النَّقي ، ونفسه التقية ، وعفوية المحب الصادق ، وفراسة المؤمن التقي ، فكانت عباراته ودعواته سراً عجيباً ، ودعاءً مستجاباً بفضل الله ومنّه وكرمه ، فقال – رحمه الله تعالى -: ( الله يوفقك لخدمة دينك ، ووطنك ، وأمتك العربية والإسلامية ، وإن شاء الله أنك تحكم أرضك! ) ، الله أكبر! ما أصدقها من دعوة! ، وما أعمقها من عبارات! ، وما أجمل نظرات الملك – رحمه الله تعالى – إلى ابنه البار الذي يرى فيه طموح وطن! ، وهِمَّة أُمة! ، ومستقبل أجيال!.. لقد كانت لحظة لا تُنسى جمالاً وروعة وتوفيقاً ، ونسأل الله جلَّتْ قدرته وتقدست أسماؤه أن يُتِمَّها نصراً وتأييداً ، وصلاحاً وتمكيناً لسموه الكريم ، وللوطن الغالي ، وللأمتين العربية والإسلامية ، ورحم اللهُ خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله وجزاه عنّا وعن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.
ثم تواصلت مسيرة سموه الكريم تسابق الزمن في سلّم المعالي ، ففي 3/ 4/ 1436هـ الموافق 23 يناير 2015م تمت مبايعة الملك سلمان مَلِكاً بعد وفاة أخيه الملك عبدالله – رحمه الله تعالى- فأصدر الملك سلمان – حفظه الله تعالى – أمراً ملكياً يقضي بتولّي سمو الأمير محمد بن سلمان وزارة الدفاع بالإضافة إلى تعيينه رئيسًا للديوان الملكي ومستشارًا خاصًا للملك.
ثم صدر أمر ملكي آخر يقضي بإنشاء مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية ويكون برئاسة سموه – حفظه الله تعالى -.
وفي 10 / 7 / 1436هـ الموافق 29 أبريل 2015م صدر أمر ملكي ينص على اختيار سموه وليًا لولي العهد ، وتعيينه نائبًا ثانيًا لرئيس مجلس الوزراء مع استمراره في منصب وزير الدفاع ورئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية.
وفي 26 رمضان 1438هـ الموافق 21 يونيو 2017 م تمَّ تعيين سموه وليًا للعهد ونائبًا لرئيس مجلس الوزراء مع استمراره وزيرًا للدفاع ، فأصبح يرأس مجلسي الشؤون الاقتصادية والتنمية والشؤون السياسية والأمنية.
وفي 1/ 3 / 1444هـ الموافق 27 سبتمبر 2022، صدر أمر ملكي يقضي بأن يكون سمو الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيسًا لمجلس الوزراء في استثناء من حكم المادة السادسة والخمسين من النظام الأساسي للحكم ، ومن الأحكام ذات الصلة الواردة في نظام مجلس الوزراء.
وإذا كانت المهام السابقة الذكر هي التي جعلت العالم يتعرف على سموه الكريم من خلال قيامه بها خير قيام ، فهي ليست أولى المهام والأعمال الجليلة التي قام بها سموه الكريم ، فقد سبقتها قرارات ومهام كُلِّف بها سموه فأثبت فيها جدارته وهمَّته ، وولاءه وإخلاصه للقيادة الرشيدة ، والوطن الغالي .. فقد تمَّ تعيين سموه مستشارًا متفرغًا في هيئة الخبراء بمجلس الوزراء في 22/ 3 / 1428ه الموافق 10 أبريل 2007م.
كما عُيِّن في 29 ذي الحجة 1430هـ الموافق 16ديسمبر 2009م مستشاراً خاصاً لوالده أمير الرياض آنذاك الملك سلمان.
ولما تمَّ تعيين الملك سلمان حفظه الله ولياً للعهد ونائباً لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للدفاع في
عام 1433هـ الموافق 2012م ، كان سمو الأمير محمد بن سلمان مستشاراً خاصاً لوالده ، ومشرفاً على مكتبه وشؤونه الخاصة.
وفي 21/ 4/ 1434هـ الموافق 3 مارس 2013م صدر أمرٌ ملكي بتعيينه رئيساً لديوان سمو ولي العهد – الملك سلمان حينها – ومستشارًا خاصًا له بمرتبة وزير.
كما أن سموه الكريم كان متميزاً منذ الصغر ، فقد تخرج من الثانوية في عام 1424ه الموافق 2003م ، وكان من العشرة الأوائل على مستوى المملكة ، كما حصل على عدد من الدورات والبرامج في تخصصات عدّة .
وقد واصل دراسته الجامعية فالتحق بجامعة الملك سعود وحصل على درجة البكالوريوس في القانون ، وقد كان متميزاً أثناء دراسته الجامعية ، حيث كان ترتيبه الثاني على دفعته.
إن ما سبق هو نبذة يسيرة جداً أردتُ بها أن أُبَيِّنَ أن سمو الأمير محمد بن سلمان – حفظه الله ووفقه – هو رؤية قيادة رشيدة ، واختيار قادة حكماء ، أهل صلاح وتقى ، ودراية وخبرة ، وحب للوطن ، وحرص على الأمة ومصالحها العليا.. كما أنه أدى قسماً عظيماً بأن يحافظ على مصالح الدولة وأنظمتها ، وأن يؤدي أعماله بالصدق والأمانة والإخلاص.
كما أنه اكتسب خبرته السياسية ، وحنكته القيادية من والده الملك سلمان – حفظه الله تعالى ومتعه بالصحة والعافية – فقد كان مستشاره الخاص ، والمشرف على مكتبه وشؤونه الخاصة!.
وقد كانت ملازمته لوالده الملك سلمان ذات أثر كبير عليه في همَّته ونشاطه ومواجهته للتحديات الكبرى التي تواجهه ؛ لا سيما أنه عاصر مع والده أحداث الربيع العربي المدعوم غربياً لتفكيك الأمة ، وزعزعة أمنها ، وإثارة الشعوب على الحكام بدعوى الحرية والديمقراطية ، وتداول السلطة! كما يزعم الغربي المنافق في سياساته التي يتعامل بها مع منطقتنا العربية خصوصا! ، والعالم عموماً!.
فهل يعي الناعقون الحاقدون أن سموه الكريم هو خيارنا قيادة وشعباً ؟! ، وأننا نحوطه بالحب والوفاء ، والسمع والطاعة والولاء؟!..
وهل يعون أن سمو الأمير محمد بن سلمان – وفقه الله وسدَّده – هو دعوة الملك عبدالله بن عبدالعزيز – رفع الله درجته في جنات النعيم – ، وهو رؤية حكيم العرب وداهيتها الملك سلمان – متَّعه الله بالصحة والعافية – ، وهو محبوب الشعب السعودي خاصة ، ثم الشعب الخليجي والعربي عامّة ؟! ، إلا الشُّذَّاذ الذين يشذُّون عن جماعة المسلمين وإمامهم فهؤلاء لا يُعدُّون في العِير ولا في النَّفِير.
إن الذين يشنون الحملات الإعلامية المغرضة على سموه الكريم خصوصاً ، وعلى المملكة عموماً عليهم أن يتقوا الله عزوجل ، وأن يعدلوا في القول والحكم ، وأن يتذكروا قول الله تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ ۖ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ) ، وعليهم أن يدركوا أنهم يُضللون جموعاً غفيرة من المسلمين بافتراءاتهم وكذبهم على دولة تحمل راية الإسلام ، وتنصر قضايا الأمة ، وتقاوم الأعداء المتربصين بالأمة شراً وكيداً ومكراً..
إن الذين يهاجمون سمو الأمير محمد بن سلمان ما رأيناهم يفعلون عشر معشار هجومهم عليه ضد ألدّ أعداء الأمة ، كبنيامين نتنياهو الذي أباد شعباً كاملاً في غزة ، ودمَّر الحجر والشجر والبنيان ، وارتكب إبادة جماعية ، وجرائم حرب حسب توصيف محكمة الجنايات الدولية! وغيرها من المنظمات والهيئات الدولية ، .. ولم نَرَهم ينتقدون قاسم سليماني الذي دمَّر العراق وسوريا ولبنان واليمن! ، ولم ينتقدوا قيادات الحرس الثوري الإيراني! رغم أنهم يُشْعلون الفتن ، ويَسْفكون دماء المسلمين منذ أربعين سنة!.
إذاً فمنهج الذين يهاجمون المملكة عموماً وسمو الأمير خصوصاً هو منهج الخوارج الذين يعادون أهل الإسلام! ، ويدعون أهل الشرك والكفر والأوثان!.
الخميس 26 جمادى الأولى 1446ه.