
كلما زدت حباً زاد لي نبضا
خمسون عاماً وقلبي لم يزل غضا
شعاره الحب لا حقداً ولا بغضا
يفيض حباً على مر السنين ولم
يقو الزمان على أن يوقفَ الفيضا
رغم المعاناةِ والخذلان ماسكنت
في جوفه وسوسات العالم المرضى
خمسون عاماً وفي الخمسين معذرةً
لمن قسى وهو يسقى قسوة محضا
لكنه في عبوس الدهر منشرح
الله كم خاض في البلوى وكم أمضى !
خمسون عاماً وقلبي دأبه أدب
إذا رأى زلة من صحبه أغضى
يبادل السوء إحساناً وحُقَّ له
لأنه بدنيء الفعل لا يرضى
قلب يشجعني للحب يدفعني
وكلما زدت حباً زاد لي نبضا
قلب يعيشني الأجواء ماطرة
حتى ولو أنه يمشي على الرمضا
خمسون عاماً وقلبي لا أقارنه
بقلب أي غلام يعتلي الأرضا
ألا ترى السيف يهجى حين تمدحه
لو قلت : ذا السيف من تلك العصا أمضى ؟
أبو الهيثم البناء
مما لاشك فيه أن قصيدة أبو الهيثم البناء تعكس تجربة عميقة في الحب والصمود، حيث يبرز الشاعر قوة مشاعره وعمقها رغم مرارة الزمن.
وهنا تدور القصيدة حول مفهوم الحب كقوة دافعة لا تتأثر بمرور السنين أو بالصعوبات. يبدأ الشاعر بالتأكيد على أن الحب يظل نبضا حيا في قلبه، مما يعكس روحاً متجددة لا تعرف الكلل. يظهر هذا بفخره بأن قلبه ظل “غضاً” بعد خمسين عاماً، مما يشير إلى نقاء مشاعره.
استخدم الشاعر لغة غنية بالصور البلاغية، ويظهر ذلك في تعبيراته مثل “يفيض حباً” و”عيشني الأجواء ماطرة”، مما يُضفي على النص جمالية بصرية وحسية. كما أن استخدامه للتكرار، مثل عبارة “خمسون عاماً”، يعزز الإيقاع ويضفي على النص بعداً تأملياً.
الرمزية في القصيدة واضحة، حيث يربط الشاعر بين الحب والزمن، ويظهر كيف يمكن للحب أن يكون ملاذاً من قسوة الحياة. تعبيره عن “سوسات العالم المرضى” يعكس الوعي بالواقع المحيط، لكنه يبقى متفائلاً. هذا التناقض بين المعاناة والأمل يجعل القصيدة أكثر تأثيراً.
وبالتالي فقصيدة أبو الهيثم البناء تعد تجسيداً لرحلة إنسانية تتجاوز حدود الزمن، حيث يظل الحب والعطاء هما الأساس كما أن القدرة على التغلب على الصعوبات والاحتفاظ بمشاعر نبيلة تجعل من هذه القصيدة رسالة أمل لكل من يقرأها وختاما تظل مشاعر الحب، كما يقول الشاعر، “تدفعني” نحو الحياة، مهما كانت التحديات.
لذا فإن قصيدة البناء ليست مجرد حديث عن الحب، بل هي تأمل في الحياة، الأمل، والصمود. تعكس مشاعر الإنسان في أعماقها، وتدعو كل قارئ لتقدير الحب كقوة دافعة لا تنضب.
خمسون عاماً وقلبي دأبه أدب
إذا رأى زلة من صحبه أغضى
بيت عن ألف ألف قصيدة
لافض فوك أبا الهيثم
وسلمت أناملك
قلب يشجعني للحب يدفعني
وكلما زدت حباً زاد لي نبضا
قلب يعيشني الأجواء ماطرة
حتى ولو أنه يمشي على الرمضا
جمييييل
الله على الابداع والتصوير الجميل والحب العميق الملموس في القصيده
رائع جداً أخي أبا الهيثم.. فالحب لا يعترف بالعمر وتقدمه.. فالعمر مجرد رقم فقط.. استمر على هذا الإبداع.. لافض فوك…
انت جميل وكل ما يكتبه قلمك أو تفيض به مشاعرك فهو اجمل. وأجمل
والله اكتشفت ان فيه شعراء كثر معنا لكن الحياه ليست عادله ، تحياتى لكم جميعاً
👏🏻👏🏻👏🏻👏🏻👏🏻👏🏻ابدعت وكفى
عندما فرغت من قراءة القصيدة تذكرت قول شبيب بن شيبة :” الناس موكلون بتفضيل جودة الابتداء وبمدح صاحبة وأنا موكل بتفضيل جودة القطع وبمدح صاحبة ، وحظ جودة القافية وإن كانت كلمة واحدة أرفع من حظ سائر البيت ” .
فجودة القطع هنا رائعة وقافية القصيدة قوية .
فالبيت الأخير مأخوذ من قول الشاعر :
ألم تر أن السيف ينقص قدره
إذا قيل أن السيف أمضى من العصا
لكن المعاني كما قال الجاحظ : ملقاة على قوارع الطريق يعرفها العجمي والعربي وإنما الشأن في إقامة الوزن وتخير اللفظ .
والشاعر هنا ضمن البيت ونقله من بحر الطويل إلى بحر البسيط وختم به القصيدة فوالله لقد أجاد أيما إجادة
لافض فوك ….أحسنت كعادتك
زادك الله تألُقا” وإبداعا”